لا تراجع ولا استسلام فهى معركة حتى النهاية ويا أهلا بالمعارك.. معركة مصير ضد الجهل والتخلف والأمية والتطرف.. معركة علم ومعرفة تخوضها الدولة لبناء دولة عصرية متقدمة سلاحها الأقوى هو العلم والمعرفة.
هذا هو ما أوجزه وأكده الرئيس عبد الفتاح السيسى فى مداخلته خلال جلسة تحديات المستقبل، فى إطار فعاليات انطلاق المنتدى العالمى للتعليم العالى والبحث العلمى، وبالتزامن مع الدورة الرابعة عشر من المؤتمر العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "الإيسيسكو" بمشاركة 49 دولة من الدول الأعضاء بالمنظمة.
معركة التعليم والمعرفة فى مصر دارت منذ 6 سنوات ولن تنتهى قبل الوصول إلى الغاية وتحقيق الهدف.. لا وقت للنظر إلى الخلف ولا وقت للتحسر ولا وقت للتفكير فى التراجع رغم شراسة المعركة ومقاومة أطراف المصالح فيها بكل ما يملكون.. فالمعركة ليست ضد عدو واحد وإنما ضد أعداء كثيرين يستترون وراء شعارات اجتماعية ودينية واقتصادية فى محاولة لعرقلة عجلة الإصلاح والتطوير.
فالانتصار فى معركة العلم والمعرفة هو الطريق الأوسع لفضاء التقدم والمدنية وسحق التخلف والجهل والتطرف.. وليس هناك طريق آخر.. فالدول التى سبقتنا أو الدول التى لحقت بنا ثم سبقتنا ارتكزت فى نهضتها وتقدمها على تطوير تعليمها بما يخدم قضاياها ومشاكلها الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، واسألوا اليابان وكوريا الجنوبية.
توافر الإرادة السياسية والقدرة على التنفيذ ومحاولات توفير الموارد -كما أكد الرئيس- يعنى أن مصر فى الطريق الصحيح ولما لا.. أليس شاعرها الكبير وأمير الشعراء أحمد شوقى هو الذى قال منذ أكثر من 90 عاما مخاطبا الناس والحكام لاتباع طريق العلم من أجل التقدم وبناء الملك، الدولة القوية: "بالعلم والمال يبنى الناس ملكهم.. لم يبن ملك على جهل وإقلال".. قالها شوقى وحاولنا السير فى الطريق لكن تعثرنا وتراجعنا بعد ذلك رغم أن تجربتنا المصرية كانت نبراسا ونموذج اقتدى به آخرون.
المهم الآن أنها معركة وقتال من أجل العلم والمعرفة، وكل معركة لها تضحيات وعلينا أن نصبر ونتحمل أشواك التغيير حتى نحصد فى النهاية ثمار التقدم والتحضر والمدنية.
لن يقود المجتمع سوى العلم والعلماء والطلاب الذين يتسلحون بالتعليم الحديث البعيد عن وسائل التعليم التقليدية التى لم تؤد إلا إلى أعداد لم تكن سوى رصيد للبطالة. بالتالى ما يحدث الآن ثورة حقيقية لتوفير تعليم بجودة عالمية، ففى سنوات قليلة تم تأسيس أكثر من 60 جامعة وأكاديمية متخصصة فى كافة المناهج والتخصصات العلمية المواكبة للتعليم فى العالم.
إلى جانب ذلك لدينا 24 جامعة حكومية تضم حوالى 494 كلية وهى تمر حاليا بمرحلة تجديد وتطوير لاستيعاب التخصصات العلمية الجديدة، بما يواكب ما هو قادم فى العالم فى الطب والتكنولوجيا والزراعة والهندسة وغيرها. ويبدو أننا فى حاجة إلى إعادة النظر فى تخفيف الأعباء عن كثير من جامعتنا الحكومية وفصل الكليات العلمية عن كليات العلوم الإنسانية النظرية، لإفساح المجال للتخصص فى المجالات العلمية التى نحن فى أشد الحاجة إليها فى مرحلة البناء والنهوض والتنمية.