الاقتصاد المنسي.. دعم شركات قطاع الأعمال

"شركات قطاع الأعمال" باختلاف أنواعها، كان لها دور كبير في دعم المواطنين، لا سيما البسطاء منهم، حيث كانت أجيالًا عديدة تحرص على إقتناء منتجات هذه الشركات، لانخفاض أسعارها وجودتها في ذات الوقت.

ورغم أن هذه الشركات تلقى دعمًا كبيرًا من الجهات المعنية الآن، إلا أنها بحاجة لدعم "إعلامي" أكبر، من خلال الترويج لها، وتشجيعها لضخ مزيد من المنتجات التي تحقق الاكتفاء الذاتي، وربما تساهم في التصدير، مما ينعش الاقتصاد الوطني.

الشركة القابضة للقطن والغزل والنسيج التي تأسست بقانون شركات قطاع الأعمال العام رقم 203 لسنة 1991، تأتي على رأس هذه الشركات، فضلًا عن الشركة القابضة للأدوية والمستلزمات الطبية التي تأسست في نفس العام، وتساهم في تنمية الاقتصاد القومي في إطار السياسة العامة للدولة.

بالتأكيد، لا يمكن لأبناء جيلي وقبلنا أجيال عديدة ننسى "باتا" أو "أحذية باتا، حيث كانت تحرص أسرها في الأرياف على التوجه لأفرع هذه الشركة لشراء "الأحذية" قبل موسم المدارس والمناسبات، لعدة أسباب، أبرزها "انخفاض سعرها" و"جودة منتجاتها".

منتجات هذه الشركة الوطنية، التابعة للشركة القابضة للصناعات الكيماوية، إحدى شركات وزارة قطاع الأعمال العام، شاركت أجيال كثيرة جزء من طفولتهم، من خلال اقتناء منتجاتها باستمرار، خاصة "الكوتشي الرياضي" المميز، الذي كانت تصنعه الشركة وتعرضه بأسعار مخفضة في الأرياف. هذه الشركة الوطنية، أو "شركة الغلابة" كما كنا نطلق عليها في الأرياف، لدعمها للبسطاء، وحرصها المستمر على توفير المنتجات لهم بأسعار تناسبهم، تستحق الدعم من الجهات المعنية، وإعادة النظر إليها مرة أخرى، وتطوير أجهزتها ومعداتها، والعمل على الترويج لمنتجاتها بشكل عصري ومتطور.

"باتا" التي تمتد جذروها لعشرات السنوات تستحق أن يطولها يد التطوير، فقد تأسست شركة "باتا للأحذية" عام 1894 في قرية زلين فى جنوب جمهورية التشيك، من قبل الأخوة توماس وأنطونين وآنا باتا، وهي العائلة التي تعمل في صناعة الأحذية لأكثر من 3 قرون، وعرفت الشركة بصناعة الأحذية رخيصة الثمن بجودة عالية، وتحديدا الأحذية المصنوعة من القماش وأحذية العمال.

مصر كان لها نصيب من هذه الشركة التي افتتحت أولى فروعها في مصر مطلع ثلاثينيات القرن الماضي، وحققت انتشارا واسعا بين مختلف فئات المجتمع المصري، نظرا لجودة الاحذية على اختلاف انواعها من أحذية رجالى وحريمي وأحذية الأطفال، بجانب الحذاء الرياضي الأبيض الذى اشتهرت به الشركة، كما عرفت الشركة بوضع "لبيسة" مع كل حذاء يتم بيعه، وهو ما ساهم في زيادة مبيعات الشركة، وتم انشاء مصنع للشركة في القاهرة بشارع عماد الدين، بجانب عدد من الفروع بمختلف المحافظات.

واستمر النجاح المنقطع النظير للشركة حتى تأميمها عام 1961، حيث تم ضم الشركة بنفس الاسم التجاري "باتا"، رغم فصلها التام عن الشركة الأم، إلى الشركة القابضة للصناعات الكيماوية. تعرضت "باتا" في بعض السنوات لأزمات وخسائر تسببت في تدهور وضعها إلى حد تصفية عدة فروع، لكنها عادت في بعض السنوات للتطوير، لا سيما بعدما أعلنت الشركة في سبتمبر الماضي عن تطوير وافتتاح 6 أفرع جديدة بتكلفة تصل نحو 5.3 مليون جنيه في إطار التطوير الشامل للفروع، لتنشيط مبيعات الشركة وتتواجد منتجها في كافة أنحاء الجمهورية. أتمنى وصول أيادي التطوير لهذه الشركات الوطنية، من خلال دعمها والعمل على تطوير منتجاتها بشكل يتناسب مع هذه المرحلة، حتى يعود لها الريادة مرة أخرى في هذه الصناعات الهامة، وتساهم في تخفيف الأعباء عن كاهل البسطاء ودعم اقتصادنا الوطني.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;