فى اعتقادى أن التاريخ سيقف كثيرا أمام العلاقة المصرية الإماراتية التى تتطور بطريقة تصاعدية مبهرة لتمتزج فيها مصالح البلدين محققة أعلى المستويات، وذلك بعد أن اندمجت مشاعر الأخوة والمحبة محققة أعلى المستويات أيضا. فهنا علاقة بين بلدين نمت نموا طبيعيا، يحكمها الحب الكامل والإيمان بوحدة المصير، علاقة ابنة النور، يقودها الحب، ولا يعكر صفوها معكر، وليس أدل على هذا من تلك الانتفاضة الشعبية التى انتفضها الشعب المصرى أثناء سنة حكم الإخوان الغبراء حينما تكلمت إحدى قيادات الإخوان بسوء عن الإمارات العربية المتحدة، فناله من الهجوم ما ناله، وعرف أن شعبية الإمارات فى مصر أكبر بكثير من تلك الـ%50 التى حصل عليها رئيسهم فى الانتخابات.
هنا علاقة «شرعية» أساسها متين، وأصولها راسخة، ولهذا لم أتعجب وأنا أقرأ ذلك التقرير الذى نشرته جريدة الاتحاد الإماراتية يوم الجمعة الماضى يؤكد أن الإمارات العربية المتحدة أصبحت الآن متربعة على عشر الاستثمارات فى مصر، حيث تجاوز حجم الاستثمارات الإماراتية فى مصر الـ 6 مليارات دولار، وبلغ عدد الشركات الإماراتية العاملة 819 شركة، وبحسب جمعة مبارك الجنيبى، سفير الإمارات فى مصر، فإن الإمارات أصبحت أكبر مستثمر فى مصر وفقا لبيانات الهيئة العامة للاستثمار، وأن حجم التبادل التجارى وصل إلى ما يقارب من 2.6 مليار دولار خلال العام الماضى، متوقعا أن يزيد على ذلك فى هذا العام، وهذا يعود فى رأيه إلى سياسات الإصلاح التى تبنتها مصر التى نجحت إلى حد كبير فى تحقيق معدلات متسارعة من النمو، إضافة لنجاح المؤتمر الاقتصادى والفعاليات التى أعقبته، وحجم الاتفاقيات والتفاهمات التى وقعت مع كثير من الدول، والتى أسهمت وتسهم فى جذب الاستثمارات وإنشاء المشروعات العملاقة التى وضعت مصر فى طريق النجاح والرخاء.
تلك الكلمات المدعمة بالأرقام والإحصائيات الرسمية تؤكد أن تطور العلاقات بين مصر والإمارات ربما تجاوز معنى «التعاون أو الشراكة» وأصبح فى طريقه نحو «الاتحاد» حيث توقع «الجنيبى» أن تتزايد الاستثمارات بين البلدين هذا العام، مؤكدا فى كلمته أمام لقاء «السحور» الذى نظمه القسم الاقتصادى بالسفارة مع مجموعة رجال أعمال مصريين وإماراتيين أن للاستثمار دور حيوى فى ترسيخ العلاقات الثنائية بين أى بلدين بوجه عام، فما بالكم بمصر التى يكن لها كل إماراتى حبا وتقديرا واحتراما، وهنا أريد أن أشير لك أن هذا اللقاء يعد الأول من نوعه لسفير الإمارات الجديد فى القاهرة، حيث لم يمض «الجنيبى» سوى أقل من شهر واحد فى القاهرة، بعد أن أتى إليها من سفارة الإمارات ببرلين، لكن إذا ما طالعت كلمته التى نشرت فى التقرير ستتأكد من متانة العلاقة بين البلدين وتوغلها فى الوجدان، وستتأكد أيضا من أن حب مصر مستوطن فى القلوب الإماراتية، فكانت كلمات المحبة والتآخى والتعاون تنساب على لسان السفير بكل سلاسة، تدعمها رغبة حقيقية فى تخطى كل الأزمات، وإيمان راسخ بوحدة المصير وازدهار المستقبل.