رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم هو المثل الأعلى لنا جميعا، فقد كان سهلا سمحا لينا مبشرا، يقابل الناس بابتسامة حلوة، يبادرهم بالسلام والتحية، يصافحهم ويحسن إليهم، ولم يكن أبدا صلى الله عليه وسلم فظا غليظا.
حديثى اليوم عن الكلمة الطيبة وما يخرج من بين شفتينا مارا باللسان، وما قد يلقيه هذا اللسان من خير وبهجة، وما قد يتسبب فيه من أذى للبعض أو قتلهم حزنا.
فبكلمة حلوة طيبة تدفع أذى، تنصر مظلوما، تفرِّج كُربة، تهدى ضالًا، تطفئ فتنة، تحل مشكلة، تمنع خصومة، وعلى النقيض بكلمة سيئة "خبيثة" تمزق قلبا وتميته، وتزرع حقدا وتخرب بيتا.
الكلمة الحلوة الطيبة تدخل السرور والبهجة والحب إلى النفوس، قال الله تعالى: "وَقُلْ لِعِبَادِى يَقُولُوا الَّتِى هِى أَحْسَنُ".. "الإسراء 53"، وقد علمنا النبى أن نقول الكلمة الحلوة الطيبة ولا نقول الكلمة السيئة الخبيثة، فقال صلى الله عليه وسلم: "ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء".
الكلمة الحلوة الطيبة صدقة تبعدك عن النار، قال النبى صلى الله عليه وسلم : "اتّقوا النار ولو بشق تمرة فإن لم تجدوا فبكلمة طيبة".
الكلمة الحلوة الطيبة سبب دخولك الجنة، قال النبى صلى الله عليه: "فى الجنة غرفة يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها لمن ألان الكلام أطعم الطعام بات لله قائمًا والناس نيام".
الكلمة الحلوة الطيبة سمة المؤمن، قال رسول الله صلى الله عليه: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت".
الكلمة الحلوة الطيبة تحقق المغفرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن من موجبات المغفرة بذل السلام وحسن الكلام".
الكلمة الحلوة الطيبة سعادة للإنسان أو شقائه، فبكلمة ينال رضوان الله، وبكلمة يسخط الله عليه، قال رسول الله صلى الله عليه: "إنّ العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقى لها بالًا يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقى لها بالًا يهوى بها فى جهنم".
كان هناك رجل يدعى الأحنف، خاصمه رجل يدعى ابن قيس فقال الأخير للأول: "لئن قلت واحدة لتسمعن عشرًا"، يعنى "هتقولى كلمة هرد عليك بعشرة"، فقال له الأحنف: "لكنك والله لو قلت عشرًا ما سمعت واحدة".
الكلام الحلو الطيب يغسل الضغائن، يحول العدو اللدود إلى حميم ودود..
والبر سهل جدا، فقط ابتسم، فقط تحدث بلطف، فتذهب البغضاء والمشاحنات، ويسكن النفوس الحب والسلام، فلتكن كلماتنا مفتاحا للخير مغلاقا للشر.