فى نهاية كل عام نبدأ فيما يسمونه "الحصاد" وهو مصطلح معناه النظر فى الأحداث والفعاليات التى تمت فى العام الذى يوشك على الرحيل، ويكون السؤال: ما الذى جرى؟ بمعنى: ما الذى كسبناه وما الذى خسرناه؟
والحصاد كلمة تبدو إيجابية، لكون المصطلح يرتبط عادة بالزراعة في قرى مصر، حيث نصل إلى نهاية التعب فننتظر جمع الثمار وضم المحصول، لكن الحصاد في معناه الأشمل قد يكون ذا دلالة سلبية أيضا، فهو أخذ ورد، كما يقولون، إنه فرصة للوقوف مع النفس، ليس من باب القسوة على الذات، ولكنه قراءة للأيام الماضية، واستعداد لما هو آت.
بالطبع كسبنا أشياء وخسرنا أشياء أخرى، وهذه سنة الحياة، كسبنا ضحكة صافية مع أهل ومع رفاق، وخسرنا دمعة جراء فراق ومواقف كئيبة مررنا بها، اكتسبنا صفات وتخلصنا من أخرى.
وأقول كانت سنة 2021 سنة حافلة، لا أقول سهلة لأنها لم تكن كذلك أبدا، شعرت بها سنة مترقبة، تترقب خطونا وصحتنا وأفراحنا.
ربما الإيجابية الكبرى التي أراها في الحصاد هي أنه يحمل في داخله الأمل للغد، إننا نرصد ما جرى كى نعرف النقطة التي نقف فيها الآن، حتى نتحرك إلى الغد.
ليتنا نفعل ذلك بهدوء ونتحرك للغد دون ألم الماضى، ليتنا نفعل ذلك.