أخلاق الرسول.. اعتزل هؤلاء

حكيم ربنا فى تصرفاته، عظيم فى ابتلاءاته، رحيم فى حُكْمِهِ، ابتلى عباده بالخير والشر، والإيمان والكفر، والطاعة والمعصية، لينظر كيف يعملون فيما هم مبتلون فيه، وأمرنا باستباق الخيرات، فقال: "فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إلى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ". البعض يحسبون أنهم ملائكة، بينما يقعون فى الآثام والمعاصى، كبيرة كانت أو صغيرة، غير منتبهين إليها، فقط يركزون فى أخطاء ومعاصى غيرهم، قديمة كانت أو حديثة، مصدرين الأحكام التى تصل إلى الخلود فى النار، ناسين أن من يُدْخِل النار هو الله ومن يُدْخِل الجنة هو الله أيضا، وأن رحمته وسعت كل شيء. هؤلاء يعلمون عن البعض ما قد وقعوا فيه من أخطاء وآثام - قدر الله أن يقعوا فيها - متناسين ما يفعلونه هم، فبعضهم يسرق.. وبعضهم يظلم.. يبخل.. يأكل حقوق الناس بالباطل.. لا ينفذ شريعة الله فى الميراث مثلا.. يغتابون.. ينمّون.. وبينما هذا حالهم يتغافلون أنهم مستمرون على هذه الذنوب ويركزون فى أخطاء غيرهم، وقبل أفعالهم هذه لا يحافظون على الصلاة التى قال عنها النبى صلى الله عليه وسلم، إن صلُحَتْ صلُحَ سائر العمل، وإن فسدت فسد سائر العمل. هؤلاء اعتزلهم خير لك، بل قد يرقى إلى أن يكون عبادة لأَنّ فى مخالطتهم شقاء وعناء ونكد وضيق، أَتَى رجل إلى النَّبِى ﷺ فَقَالَ: أَى النَّاسِ أَفْضَلُ؟ فَقَالَ: رَجُلٌ يُجَاهِدُ فِى سَبِيلِ اللَّهِ بِمَالِهِ وَنَفْسِهِ. قَالَ: ثُمَّ مَن؟ قَالَ: مُؤْمِنٌ فِى شِعْبٍ مِنْ الشِّعَابِ يَعْبُدُ اللَّهَ رَبَّهُ وَيَدَعُ النَّاسَ مِنْ شَرِّهِ). واعلم أن فى البعد عن هؤلاء واعتزالهم: "راحةٌ من غِيبة وفِرارٌ من نميمة ودرءٌ من سقطاتِ اللسان ورحماتٌ من القيلِ والقال.. وأن ينقطع طمع الناس عنك وطمعك عنهم فإن رضاهم غاية لا تدرك.



الاكثر مشاهده

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

;