نسمع كثيرا عن "سيزيف" ذلك الذى عاقبته الآلهة فى الأساطير اليونانية القديمة بأن يحمل على ظهره كل يوم صخرة يصعد بها قمة جبل، وما يكاد يصل إلى النهاية حتى تسقط الصخرة وتتدحرج للأسفل فيعود مرة أخرى كى يحملها من جديد فى عذاب أبدى.
لكن سيزيف للأسف لا يحمل هذه الصخرة وحده، نحن أيضا نحملها، كل واحد بطريقته، ونتحرك مثقلين بها طوال اليوم، بعضنا أجبرته الحياة، وبعضنا اختار بكامل إرادته أن يثقل حياته بالصخور، ربما هذه هى الحياة، لأن التنظير والرفض والقبول ليس صحيحا دائما، فما نعيشه هو الحياة بكل ما فيها.
ولو تحدثت عن نفسى "تصعب على نفسي" كلما انتبهت أننى أحمل فوق كتفى صخرة فى معظم الأحيان أنا من رفعها من الأرض بكل وعى ووضعها بكل غفلة فوق كاهله.
ما أريد قوله هو أن يقارن الواحد منا بين يومين في حياته، يوم يحمل فوق كتفه "الصخرة" ويوم آخر يسير خفيفا لا يثقل نفسه بجحيم أفكاره، في هذه الحالة هو وحده سيعرف الفارق بين الشعورين، وسيسعى حينها إلى ترك الصخرة حتى لو قليلا.