ما بين المنطقية ونسبية المفاجأة، جاءت قائمة منتخب مصر في نهائيات كأس الأمم الأفريقية.. وأيا كانت الرؤى والاختلاف على بعض الأسماء المستبعدة أو المنضمة، ليس لنا إلا الدعم للفريق الوطنى وجهازه الفنى بقيادة البرتغالي كيروش في اختياراته.. فهو الوحيد القادر على تحديد احتياجاته ومتطلباته وفقا لخططه التي سيخوض بها الكان.. مع التأكيد على أن القائمة ليست وهنة أو ضعيفة وكل الآمال في تقديم بطولة قوية وتعويض الخروج المبكر من بطولة 2019 على أراضينا.
منطقية كيروش تجلت في اختياره 25 لاعبا فقط رغم أن لائحة البطولة تجيز له 28 لاعبا.. وهو في هذا واقعيا لأبعد حد وفضل عدم زيادة اللاعبين طالما ليس له حاجة في إضافات عما تم اختيارهم من مجموعة يراها هي الأجدر لتطبيق أفكاره.
منطقية اختيارات كيروش تمثلت في ضم محمود علاء مدافع الزمالك، رغم استبعاده من كأس العرب وابتعاده عن مستواه الفترة الأخيرة، إلا أن مؤكدا أن وجوده يمثل دعم للخط الخلفى للفراعنة في ظل النقص العددى من اللاعبين الأكفاء وأصحاب الخبرات، إذ لا يوجد سوى حجازي والونش من القادرين على حماية دفاعات المنتخب، وبالتالي الأفضل والأصح وجود محمود علاء كاحتياطي لهما تحت أي ظروف، إذ من الصعب أن يشارك محمد عبد المنعم أو أحمد ياسين في بطولة كبرى مثل أمم أفريقيا دون امتلاك أي خبرات.
كذلك أحمد رفعت، الكثير يرى أن تواجده مع المنتخب فى الكاميرون مهما، إلا أن كيروش كان منطقيا فى استبعاده لأسباب فنية وشخصية.. فهو ضعيف بدنيا وليس مقدروه مجاراة الأفارقة فى معدلات لياقتهم.. فضلا عن ذلك وهذا الأهم أن أحمد رفعت لاعب غير متجانس على المستوى الشخصى وهو ما ظهر فى ردود أفعاله خلال مشاركته فى كأس العرب وطريقة احتفاله "الكئيبة" عندما يحرز أهداف.. وبمنطق قريب أستبعد كذلك مصطفى فتحى الذى يعتمد على الأنانية فى أدائه ولا يواكب طريقة لعب المنتخب الحالية بمداورة الكرة والتعاون داخل الملعب بما يخدم خطة الفريق، فضلا عن أنه أيضا ضعيف بدنيا ولن يجيد أمام وحوش أفريقيا.
نسبية المفاجأة بالنسبة لى في قائمة الفراعنة المشاركة في كاس الأمم الأفريقية تمثلت في استبعاد أفشه وأحمد ياسر ريان وضم رمضان صبحى وتريزيجيه.
افشه حقيقي مستواه انخفض بعض الشئ الآونة الأخيرة، إلا أنه من اللاعبين المهمين وممن يجيدون ترجيح الكفة في أى لحظة من المباراة سواء بأسيست أو هدف، وكان من الأفضل ضمه حتى ولو لم يُعتمد عليه أساسيا وقد يمثل ورقة رابحة على الدكة.
أحمد ياسر ريان كنت مرجحا تواجده في قائمة كاس الأمم بنسبة 90% ، اذ ان طريقة أدائه تناسب الطريقة التي يلعب بها كيروش المباريات والمتمثلة في دعم رأس الحربة لا عبى الوسط إضافة لدوره الأساسى في قلب دفاعات المنافس، ويستطيع اللعب كمحطة ويجيد أيضا داخل الصندوق استغلال الكرات العرضية سواء بالرأس أو القدم، لذا كان استبعاده مفاجئا خصوصا مع وجود ثنائى هجومى فقط في القائمة ( مصطفى محمد – محمد شريف) وكان وجوده مهما خصوصا مع اى ظروف تحدث لا قدر الله.
رمضان صبحى من اللاعبين المميزين المقاتلين ويستحق على الدوام التواجد في المنتخب، وأستبعد الفترة الأخيرة بداعى الإصابة ثم مشاركة بيراميدز في الكونفدرالية وقت البطولة العربية، وأغلب التوقعات كانت تشير إلى استمرار استبعاده من الكان، لذا كان ضمه لقائمة الـ25 مفاجأة للبعض ولكنها ليست مفاجأة سيئة بل إيجابية للفراعنة.
تريزيجيه وجوده في القائمة كان مثار شك، كونه عائد للتو من إصابة طويلة وغياب دام قرابة تسعة شهور دون المشاركة في أي مباراة مع فريقه، وبالتالي فهو غير جاهز على كافة المستويات سواء فنيا أو بدنيا ولن يكون قادرا على خوض منافسات قوية مثل كأس الأمم، إلا أن ثقة كيروش في امكانياته كانت هي الدافع الرئيسي وراء ضمه.