ما إن أعلن البرتغالى كارلوس كيروش الفنى للمنتخب الوطنى قائمة 25 لاعبا للانضمام إلى معسكر الفريق الأخير قبل انطلاق أمم أفريقيا بالكاميرون في الفترة من 9 يناير إلى 6 فبراير من العام المقبل، إلا وخرجت أسهم الانتقادات الحادة ضده على "السوشيال ميديا"، وكالعادة تحول الجميع لنقاد رياضيين يحللون ويفتون حول الاختيارات وتوجيه اتهامات بالمجاملات وسوء الاختيار.
وخرجت أسئلة من هذا القبيل: لماذا لم ينضم فلان ؟.. ولماذا ينضم علان؟.. فمثلاً نرى أغلب الأهلاوية على صفحات مواقع التواصل الاجتماعى ينتقدون بشدة عدم اختيار محمد مجدى "أفشة"، وكذلك الزمالكاوية يتعجبون من عدم ضم مصطفي فتحى وطارق حامد.
كما نرى العديد من النقاد الرياضيين أو البرامج الرياضية يتساءلون ويتعجبون هم الآخرون من الاختيارات، على الرغم أن المعروف عن المدرب البرتغالي منذ قدومه أنه "سيد قراره"، ويرفض التدخلات من قريب أو بعيد في اختياراته، وكان واضحًا مثل وضوح الشمس أنه يجرب العديد من الأسماء خلال الفترة الأخيرة، وآخرها في بطولة كأس العرب، وذلك من أجل الوصول إلى التشكيل الأمثل الذى يستطيع تنفيذ فكره.
وكان واضحًا أيضًا أن الفكر الجديد لكيروش يعتمد تغيير أسلوب اللعب بعد اللجوء إلى طريقة 4-3-3، وهى نفس الطريقة التى تلعب بها معظم الأندية فى الدوريات الأوروبية حاليًا، والتي بطبيعة الحال تلغى دور "صانع الألعاب" التقليدي من الخطة، لذلك كان يجرب أفشة ومعه عبد الله السعيد للتكييف على اللعب من الأطراف أو القيام بأدوار دفاعية مع ثنائى خط الوسط.
أعتقد هنا أن كيروش لم يجد صانع الألعاب الذي يجيد نفس الواجبات التى يريد تنفيذها، وبدأ يبحث ضالته في اللاعبين الذين يجيدون اللعب على الأطراف مثل عمر مرموش ومحمود حسن تريزيجيه العائد بعد غياب بسبب الإصابة، ويسجل الظهور الأول مع المدرب البرتغالى.
بالتأكيد أن لجوء كيروش إلى هذه الطريقة قد تعجل محمد صلاح نجمنا منتخبنا الوطني المحترف في ليفربول أكثر حرية مثلما هو الحال معه عندما يلعب مع الريدز، بالإضافة إلى أن الطريق أصبح مفتوحًا لظهور لاعبين آخرين بمستواهم الحقيقى والسعى إلى إحراز أهداف كثيرة، مثل محمد الننى أو عمرو السولية في خط الوسط، فضلًا عن فتح مساحات لظهيرين الأيمن والأيسر فى الجانب الهجومى.
هنا يجب الإشارة أيضًا إلى أن تنفيذ هذه الطريقة كان لها بعض الجوانب السلبية خصوصًا فى الدفاع، وهو ما اتضح على خلفية بعض الأخطاء الساذجة التى تكلف الفريق أهدافًا، لكن أعتقد أنه مع التدريب أكثر على هذه الطريقة سنتفادى هذه الأخطاء مستقبلًا.
الخلاصة في ملف التعليقات على اختيارات كيروس أن أغلبها يغلب عليه العاطفة والانتماءات، فالمدرب كما قلت كان واضحاً منذ قدومه لتدريب المنتخب الوطنى بأنه يبحث عن اكتشاف المواهب الجديد ومنحها الفرص لتجهيز كوادر تكون بمثابة احتياطى استراتيجى للمرحلة المقبلة من أجل استمرار تواصل الأجيال.
ختامًا، نتمنى أن يتناسي الجميع الانتقادات ويكون هدفنا جميعاً حالياً هو دعم منتخبنا الوطنى بأى قائمة ستخوض البطولة، حتى نستطيع فى النهاية حصد اللقب، لأنه بصراحة حان وقت استعادة مستوانا الحقيقى ومصارعة الكبار فى العالم، والعودة إلى سيادة القارة الأفريقية من جديد، وفى النهاية الحساب آخر البطولة.