أسبوع الافتتاحات والتدشين للمشروعات الجديدة فى الصعيد هو امتداد لافتتاحات سابقة طوال السبع سنوات الماضية منذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى فى كل محافظة وفى كل مدينة فى مصر.. فى الشمال والجنوب والغرب والشرق
استراتيجية واضحة ومحددة وخطة مدروسة لإعادة البناء على أسس اقتصادية واجتماعية صحيحة وسليمة وليست عشوائية أو غير مخططة.
كل من يراقب فى الداخل والخارج ماهية ومغزى هذه المشروعات الجديدة يدرك تماما أنها تمضى وفق مخطط تنموى ضخم لبناء اقتصاد دولة قوية فى التصنيع وتوطين التكنولوجيا والتوسع فى الزراعة والتصنيع الزراعى والبنية الأساسية فى الطرق والنقل والجسور والمعابر وصناعة الطاقة والإسكان وفى الصحة والتعليم.. بناء أفقى لدولة انهارت مرافقها ومعظم مؤسساتها طوال 50 عاما وأضاعت على نفسها فرص ذهبية فى الثمانينات والتسعينات.
كل من يراقب وخاصة من الخارج أدرك منذ الوهلة الأولى أن لبنة مشروع قومى ضخم ومهول وضعها القائد الجديد لمصر على النيل وفى الصحراء الغربية والشرقية وفى سيناء تستهدف النهضة الكبرى ومنح هذه الدولة بمواردها وعزيمة شعبها وإرادة قيادتها السياسية الفرصة لتتبوأ مكانتها الإقليمية والعالمية. فى الوقت أن البعض فى الداخل كان يتساءل - ومازال - عن حجم الأموال المتدفقة فى هذه المشروعات الصناعية والزراعية وفى الطرق والجسور والأنفاق والكبارى والمدن الجديدة والعاصمة الإدارية وقناة السويس الجديدة ومشروع " حياة كريمة" وتسليح الجيش، فى حين الخارج المعنى والمهتم بشئون الاستراتيجية الدولية أدرك أن الهدف واضح تماما لكل ذى عينين وبصيرة وللعقلاء وليس للمتربصين والكارهين. الهدف هو إعادة بناء الدولة القوية القادرة.
أسبوع الصعيد وتدشين مشروعات مجمع البنزين وبنبان ومحالج الفيوم والمعابر والمحاور والجسور فى كافة محافظات الصعيد ومشروعات الإسكان الكبرى ثم مشروع توشكى لإضافة حوالى نصف مليون فدان للاكتفاء الذاتى لبعض السلع الاستراتيجية مثل القمح والذرة والسكك الحديدية هو امتداد لمشروعات توطين الصناعة وزيادة مساحة الأراضى المزروعة وإعادة التوزيع السكانى وضبط الخلل فيه مرة أخرى وتوفير فرص عمل أمام أهل الصعيد للحد من الهجرات الخارجية والداخلية بما يحقق الأمن القومى الاجتماعى وضبط التركيبة السكانية والهوية الاجتماعية.. والأهم من ذلك العدالة والتوازن فى توزيع التنمية وعوائدها على كل مناطق مصر وفئات الشعب المصري.
مصر الجديدة أو الجمهورية الجديدة تؤسس لقاعدة وشعار جديد اسمه عدالة التنمية فى مصر وهو أشمل – فى رأيى – من شعار ومبدأ العدالة الاجتماعية، فالتنمية تشمل تحقيق العدالة فى كافة المجالات وبالتساوى بين كافة فئات الشعب. الجمهورية الجديدة لا فارق فيها بين و"ولاد بحري" أو "أهل الصعيد" أو سكان القاهرة والإسكندرية أو اهالينا فى سيناء وفى الواحات.. هى تنمية للكل وجمهورية جديدة تتسع للجميع يشعر فيها بالعدل والاطمئنان والسلام.
زيارة الصعيد تؤسس لنهج رئاسى جديد ومختلف لقيادة مصر، فالصعيد أقرب للقيادة السياسية من القاهرة أو الإسكندرية. فمن هناك بدأت ارهاصات أكبر دولة صناعية فى الشرق الأوسط ومن هناك تبدأ أيضا الثورة الصناعية الكبرى ليست فقط فى الشرق الأوسط وانما على مستوى العالم.
مشروع الألف خطوة لبناء مصر فى جمهوريتها الجديدة يسير بأقدام ثابتة ويمضى بثقة وعزيمة وإصرار نحو الهدف الأسمى، فالمشوار مازال طويلا لكنه بالأمل والعمل والايمان يمكن أن يصل الى الخطوة الألف..