الإرهابيون لا يدركون أن مصر تبتلع من يحاول ابتلاعها وتدفن من يفكر فى دفنها
(1) مصر لحمها مرّ: قوتها فى سماحتها وإرادتها فى صبرها، ومخطئ من يتصور أنه يمكن التهامها أو السطو عليها، وتغض الطرف أحيانا عن الخائن حتى تأكله خيانته، فيظهر عاريا ومفضوحا ومشمولا بالخجل والعار، وسطرت محكمة جنايات القاهرة حروفا من نار، فى قضية التجسس الكبرى، حين وصفت خيانة الإخوان للوطن بأنها أكبر مما تحتمله نفس، لأنه العرض والشرف ومن هان عليه وطنه هان عليه شرفه، ومهما اختلفنا فلا مبرر لخيانة الوطن، ويذهب كل شىء ويبقى الوطن، ومهما كان عذرك فلا عذر لك، وأن من تخون من أجلهم لا يحترمونك لأنك خائن، ولا عاقل يأمن لخائن ومن هان عليه وطنه، تهون عليه أوطان الآخرين، والخيانة هى بئس الفطام لأن الخائن فى أسفل الدرجات، والوطن هو محفظة الروح.. يسكنك وتسكنه.
(2) الرئيس الجاسوس نموذج نادر: أحكام بالسجن مدتها 85 سنة وأربعة إعدامات، هى جملة العقوبات الموقعة على المعزول محمد مرسى حتى الآن، وفعل كل ذلك خلال عام واحد من حكمه، وهو حالة حار العقل البشرى فى استيعابها، فالرئيس الذى حلف اليمين «أقسم بالله العظيم أن أحافظ مخلصا على النظام الجمهورى، وأن أحترم الدستور والقانون، وأن أرعى مصالح الشعب رعاية كاملة، وأن أحافظ على استقلال الوطن وسلامة أراضيه»، هو الذى حاول هدم الدولة ونظامها، ليقيم على أنقاضها خلافة جماعته وأهله وعشيرته، وهو الذى داس الدستور وانتهك القانون، ولم يرعَ مصالح الشعب، بل مزق وجماعته نسيج العلاقات المتينة بين المسلمين والأقباط، وبذل جهده لإنتاج صراع دموى مذهبى بين السنة والشيعة، والطامة الكبرى هى التآمر على سلامة أراضى الوطن، فى إطار صفقات سياسية مشبوهة.
(3) جيش يصون وجماعة تخون: فوق مستوى العقل أيضا حجم الشر الذى تضمره عصابة الإخوان الإرهابية لهذا الوطن، وانفجر بركان الغضب فى منطوق حكم محكمة جنايات القاهرة، وهى تصف هؤلاء الأشرار بأنهم حصلوا على أسرار الدفاع لبيعها وغيرها من الجرائم، وتحقق غرضهم فى ذلك بقصد الإضرار بالبلاد، وما قاموا به لا يقل عن التجسس، بل يفوقه حيث إن تلك الوثائق سرية وهم أشد خطرا من الجاسوس الذى يكون أجنبيا، فهم للأسف مصريون خانوا الأمانة والعهد، وخرجوا بتلك الوثائق للإضرار بالدولة، وهى تتعلق بتسليح القوات وأماكن تمركزها، والسؤال هنا: هل حصلت قطر على تلك الأسرار لنفسها أم لصالح إسرائيل؟ ولماذا تهتم قطر أساسا بتسليح الجيش المصرى وأماكن تمركزه وعناصر قوته، إلا إذا كانت تتآمر لإيقاع البلاد فى فوضى عارمة، لا يعلم مداها إلا الله.
(4) العدالة لمن تربصوا بالقضاء: أضمر الإخوان شرا بالقضاء، فكان الحصن الذى وفر لهم محاكمات عادلة، ولم يضعهم تحت سيف الانتقام ولا المحاكمات الشعبية والثورية التى كانوا يطالبون بها، ورغم غضب الرأى العام من طول إجراءات المحاكمات، وعدم صدور أحكام سريعة وناجزة، إلا أن القضاء المصرى الشامخ طبق مبدأ العدالة معصوبة العينين، ولم يضعهم تحت المقصلة التى سعوا إليها لغيرهم، وأتيحت لهم كل أوجه الدفاع والحقوق المكفولة قانونا، ولم ينجحوا فى أخونة المنصات العالية، وحافظت على استقلالها وهيبتها وإعلاء شأن دولة القانون، دون تشفٍ أو انتقام أو تصفية حسابات.
(5) هل يفيقون من الغيبوبة؟: من المضحكات المبكيات أن الجماعة الإرهابية مازالت تتحدث عن الشرعية، بينما رئيسها الخائن وكوادر جماعتة مدانون بأحكام قضائية تعلق فى رقابهم حبل المشنقة، بفعل جرائم تتنوع بين التجسس والخيانة والقتل والترويع وغيرها، ولا يشعرون بالأسف والندم على ما ارتكبوه، ولا يدركون أن مصر تبتلع من يحاول ابتلاعها، وتدفن من يفكر فى دفنها، يحرسها جيش قوى، يحمى شرعية الوطن الحقيقية، وليس شرعية ضالة سقطت كأوراق الخريف.