فى ظل انطلاق قاطرة التطوير فى القطاع الصحى، تنفيذا لتوجيهات القيادة السياسية خلال السنوات الماضية، سواء بإنشاء وتطوير المستشفييات التخصصية والمركزية فى كافة المحافظات، وكذلك تطوير المستشفيات الجامعية والتعليمية، ونسلط الضوء فى مقالنا على ما يحدث الآن فى مستشفيات "قصر العينى" من خطوات تطوير فى ظل رفع كفاءة مستشفى الطوارئ، وإحداث عمليات تطوير شاملة سواء على مستوى "البنية التحتية" أو على مستوى الخدمة الطبية المقدمة وتوظيف كل ما هو جديد في عالم الطب والتحديث التكنولوجى الخاضع لعالم الرقمنة، باعتباره نموذجا مهما، لأن قصر العينى بمثابة بيت المرضى البسطاء، وملاذا للغلابة، ومحفورا فى ذاكرة المصريين والعرب، باعتباره قلعة الطب الأولى فى مصر والوطن العربى.
والحديث عن تطوير قصر العينى خبر سار للمصريين، لأنه بمثابة فرحة كبرى لملايين البسطاء بكافة محافظات الجمهورية، وخاصة أن مستشفى الطوارئ تعد ملاذا لأكثر من نصف مليون مريض سنويا، يتدفقون من جميع أنحاء الجمهورية لتلقى العلاج، ما يعنى أن مستشفياته التي وصلت إلى 15 مستشفى متخصص تستقبل الملايين سنويا، غير أن معظم الحالات المحولة أو الذاهبة إليه دائما حالات طبية معقدة، تحتاج من الخبرة والكفاءة ما عجزت عنه مستشفيات وعيادات ومراكز طبية أخرى.
وفرحة المصريين بقصر العينى لم تأت من فراغ، فمن منا لم يلجأ إليه أو يدخله ليزور مريضا، فلك أن تتخيل أن أثناء تجولك داخل مستشفياته تشعر بأنك تجوب محافظات مصر جميعها، وهذا حال المصريين معه منذ افتتاحه كأول مستشفى فى مصر والعالم العربى، إضافة إلى سمعته الطبية الخاصة بمستوى الخدمة العلاجية، فضلا عن اكتسابه سمعة قوية للبحوث العلمية، وهذا بفضل الأطباء وأطقم التمريض والقيادات الإدارية، وإن كان هناك من يقول إنه يوجد سلبيات، لكن قوة التدفق للملايين، فمن الطبيعى أن ينتج عنها بعض السلبيات، لكننا نتمنى تداركها والعمل على إنهائها، وكلنا أمل في التدارك وخاصة أن هناك جهودا محمودة من قبل القائمين على إدارته بدءًا من رئيس الجامعة وعميدة كلية طب قصر العينى، ونشاط المدير التنفيذى لمستشفيات الجامعة الدكتور حسام صلاح، فدائما فى جولات تفقدية ومتابعات مستمرة لمنظومة العمل داخل أروقة المستشفيات، والاستماع إلى شكاوى المرضى، والحرص على إحداث نقلة نوعية في تقديم الخدمة الطبية بطريقة تليق بالمصريين فى ظل الجمهورية الجديدة.
وختاما، نقول، إنه رغم كل هذا التطوير والجمال الحادث الآن فى أقدم صرح طبى وتعليمى، إلا أنه ما زال "قصر العينى" يواجه تحديات، لذك يجب أن يستمر هذا التطوير، وهنا يجب على الدولة مواصلة دعمها بل المزيد منه، استعدادا لمشروع الحلم التأمين الصحى الشامل وللتخفيف عن أهالينا البسطاء، ونرجو أيضا مزيدا من الدعم من قبل المجتمع المدنى ومؤسساته لمساعد هذه الصرح في تقديم رسالته السامية بإنقاذ الملايين من المرضى البسطاء ليظل هذا الـ"براند الطبي" يواصل عطاءه المتدفق وملاذا للغلابة والغير قادرين ويزال منارة للطب والدواء، ونقول أيضا، إن ما يحدث الآن من تطوير القطاع الصحى والدوائى فى مصر أمر مهم ويدعو للفخر والاعتزاز، متمنين مواصلة هذا الدعم وهذه المجهودات لأن صحة المصريين خط أحمر، وهذا ما تدركه الدولة خلال السنوات الماضية..