لا يوجد ناقل للحقيقة أفضل من شخص كان شاهدا على مجريات الأحداث.. عايشها ورأى بنفسه كل ما دار فيها، لذلك كثيرا ما يستعين القضاء العادل بما يسمى بشاهد عيان يروى ما عايشه بنفسه حتى يكون واحدا من خير وأهم الأدلة التى يمكن الاستناد عليها للنطق بالحكم الفصل.
لقد مرت مصر بكثير من الأحداث على مدار سنوات طويلة، وتحديدا منذ أحداث 25 يناير من عام 2011، وصولا إلى ثورة 30 يونيو من عام 2013 التى خلصتنا من نظام إرهابى كاد يسقط البلاد فى ظلام حالك، وحده الله سبحانه وتعالى العليم بما كان سيترتب على استمرار حكمه من انهيار اقتصادى وسياسى على المستويين الداخلى والخارجى، لكن أراد الله أن يحفظ مصر وشعبها بالثورة الشعبية التى سيسجلها التاريخ كبداية حقيقية لحقبة جديدة مختلفة فى تاريخ مصر بدأت منذ هذا التوقيت ونجنى ثمارها الآن.
وتولى الرئيس عبدالفتاح السيسى مقاليد الحكم، مؤكدا أن هدفه الوحيد والذى وضعه نصب عينيه منذ اللحظة الأولى أنه سيعيد لمصر أمجادها لكى تعود درة الشرق الأوسط وقبلة العرب والغرب، ولكى تتحاكى بها دول وشعوب العالم أجمع كما كانت مصر دائما، وأيضا ليروا كيف استطاع المصريون بعزيمتهم وإرادتهم القوية أن يحموا بلادهم بمساندة مؤسسات الدولة المصرية التى وضعت رؤية واستراتيجية واضحة للتطوير عنوانها الجمهورية الجديدة.
وبالفعل بدأت مسيرة التنمية من خلال عدد كبير من المشروعات القومية التى شهدتها جميع القطاعات ومحافظات الجمهورية، فعلى مدار 7 سنوات شهدت الدولة كثيرا من التطوير فى مجالات مختلفة أبرزها؛ السياحة، والنقل والطرق، والرى وتأهيل وتبطين الترع، والإسكان والقضاء على العشوائيات وتدشين مدن الجيل الرابع، والصحة، هذا الملف الذى أصبح يحيطه الكثير من الصعاب بسبب تداعيات جائحة كورونا العالمية، إلى جانب المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» والتى تستهدف النهوض بحياة أكثر من نصف تعداد المصريين، بالإضافة إلى اقتحام ملف التحول الرقمى والذكاء الاصطناعى من خلال إعداد آليات وبنية تحتية مستعدة لهذا العالم المتخم بالتكنولوجيا الحديثة، ولم تكن لهذه المسيرة التنموية أن تبدأ وتنجح دون أن تتمتع البلاد بالأمن والأمان، هذا الملف الذى مثّل التحدى الأول والأكبر أمام القيادة السياسية فى ظل أعمال إرهابية وفوضى استهدفت استقرار البلاد لفترة طويلة، فيما نجحت المؤسسات الأمنية بالدولة فى التصدى لجميع التحديات التى واجهتها حتى عادت مصر آمنة ومستقرة لأهلها ومواطنيها وأيضا جاذبة للسياحة والاستثمارات، ما يصب مباشرة فى صالح الاقتصاد الوطنى، والذى أصبح مسار إشادة من عدد كبير من المؤسسات الدولية، ولعل الاهتمام بتمكين المرأة والشباب جاء واحدا من أكثر سمات مرحلة ما قبل الانطلاق إلى الجمهورية الجديدة، إيمانا من القيادة السياسية لدورهما الفعال فى النهوض بمصر وتحقيق مزيد من النجاح فى مختلف المجالات.
وكثيرا قدمنا على صفحات «انفراد» ملفات ترصد ما تقوم به الدولة من مجهودات ونسب الإنجاز بالمشروعات المختلفة على مستوى جميع محافظات مصر، وما تم إنجازه بشكل عام فى مختلف المجالات موثقا بالأرقام والبيانات الصادرة من الجهات الرسمية.. وكان عام 2021 حافلا بالافتتاحات الرئاسية لعدد كبير من تلك المشروعات التى تم الانتهاء منها بعد عمل على مدار الساعة خلال السبعة أعوام الماضية، والتى كانت القيادة السياسية متابعة لها أولا بأول، مع توجيهات دائمة بسرعة الإنجاز والانتهاء منها حتى فى وقت أقل مما كان مقدرا لها.
ولأن من رأى ليس كمن سمع، لذا نقدم فى هذا العدد مجموعة من الشهادات من خلال مسؤولى الملفات بأقسام «انفراد» المختلفة، فهم خير شاهد على ما يدور ويجرى فى كل قطاع ومجال، حيث ظل كل منهم متابعا لسنوات طويلة لملف محدد، ومن ثم فهو الأكثر قدرة على توثيق الحقائق والواقع والمقارنة بين الماضى والحاضر وأيضا توقع المستقبل القريب، إضافة إلى وصف ماهية الجمهورية الجديدة بدقة، من خلال شهادة قرر كل مسؤول منهم أن يدلى بها، موثقا الإنجازات والطفرة التى شهدها القطاع الذى يعمل على متابعته ورصد متغيراته يوميا، لسنوات طبقا لمهام عمله، بإمضاء «والله على ما أقول شهيد».