ربما يكون التطور الذى شهدته مصر على مدار 8 سنوات منذ ثورة 30 يونيو، تطورا كبيرا وخارج السياق وغير تقليدى، إلا أن التطور الذى شهدته القوات المسلحة المصرية تحديدا يعتبر مذهلا وخارج كل التوقعات.
التحديات التى ظهرت على الساحة الداخلية والخارجية، استلزمت من الدولة أن تضع ثقتها فى أداة وطنية قادرة على الإنجاز بمعدلات جودة عالمية، وبتكلفة تتناسب مع إمكانيات الدولة ككل، وهو ما توفر فى القوات المسلحة المصرية.
والشاهد أن القوات المسلحة المصرية نفسها على المستوى العسكرى شهدت تطورا كبيرا فى كل الأفرع الرئيسية والأسلحة والمعدات، حتى إن عام 2021 كان عاما فى غاية التميز فى الجيش المصرى، كان آخر ما تم فيه هو تنظيم معرض الصناعات الدفاعية والعسكرية «إيديكس 2021»، وهو المعرض الذى شهد حضور ما يقرب من 400 شركة وعارض، وعدد زوار بالآلاف، وكان فى قلب الحضور القوات المسلحة المصرية، وسبق المعرض نفسه تنظيم القوات الجوية للمنتدى الأول وهو منتدى سيكون له بصمة قوية فى عالم نسور الجو حول العالم، مثله مثل معرض القوات البحرية المقرر تنظيمه العام المقبل ولأول مرة أيضا، وكلها تحركات ذات بعد دولى وإقليمى، فى إطار دور الجيش المصرى.
كما أن القوات المسلحة المصرية فى 2021، واصلت خطتها الطموحة والمتطورة فى التدريبات المشتركة، حتى أنه فى كثير من الأحيان تابعنا تدريبات تجرى مع كبرى دول العالم فى آن واحد على أرض مصر، وتلك التدريبات وسيلة عظمى فى صقل خبرات المشاركين فيها، وفرصة للتعرف على معدات وثقافات الدول المشاركة معنا، ثم إن القوات المسلحة المصرية تتميز فى تنفيذ التدريبات المشتركة بإشراك الطلاب والضباط الشباب، حتى يتعلموا مهارات فى أعمار صغيرة، تساعدهم فى حياتهم العملية بعد ذلك.
ورغم تزايد المتطلبات الداخلية التى تشارك فيها القوات المسلحة المصرية، إلا أن الشق العسكرى حاضر دائما وبقوة، ففى خلال العام الجارى تم التعاقد مع فرنسا على 30 طائرة رافال، وهى الطائرات المقاتلة التى تكتسب ثقة العالم يوميا، وتتماشى مع التحديات التى تواجهها مصر حاليا ومستقبليا، بالإضافة لذلك استمرت القوات المسلحة فى عمليات التنظيم الداخلية، فتم افتتاح قاعدة 3 يوليو البحرية، كنقطة انطلاق وتمركز فى الاتجاه الاستراتيجى الغربى، وكلها تحركات تتماشى مع رؤية مصر العامة ومصالحها الاقتصادية الجديدة، والمكتسبات التى فرضت تصورا جديدا فى عالم القوة والقدرة، بالإضافة لخطط تطوير وتحديث التسليح والمعدات التى تسير بسرعة كبيرة للغاية.
وواصلت القوات المسلحة المصرية رغم مهامها الكبيرة والمتطورة يوميا، دورها فى المشروعات القومية، فكان هناك مشروع مستقبل مصر، وهو المشروع الذى يمثل نواة الدلتا الجديدة، ذلك المنفذ الذى يمثل فرصة للانطلاق الصناعى والزراعى وخلق مجتمعات جديدة فى غرب الدلتا، كما يمثل فرصة للاستثمار لصغار المزارعين، كما واصلت جهات وهيئات القوات المسلحة المصرية دورها فى المشروعات القومية، من أعمال بناء وتشييد ومشاركة فاعلة فى نطاق مسؤولية كل تمركز داخل صفوف القوات المسلحة المصرية.
ومع كل ما ذكرناه سواء فى الناحية العسكرية، أو المشاركات المدنية، فإن القوات المسلحة المصرية لها تفردها الخاص الذى يجعلها درع الوطن وسيفه.