لا أُبالغ إذا قلت إن الرياضة المصرية كانت بمثابة نبراس، أنارت الطريق للجميع فى وطننا العربى وقارتنا السمراء بل والعالم أجمع خلال عام 2021، ففى هذا العام كتبت الرياضة المصرية، بفضل دعم القيادة السياسية اللا محدود، الفصول الأولى فى مسلسل «تحدى المستحيل خلال زمن كورونا»، فلم تعرف الرياضة المصرية الاستسلام فى مواجهة هذا الفيروس، الذى انحنى له العالم كله تقريبا.
فى الوقت الذى أغلقت الملاعب العالمية مدرجاتها، ونكست الرياضة العالمية أعلامها، وتوارت الألعاب واحدة تلو الأخرى، ورفضت كبرى الدول استضافة أحداث رياضية، فتحت مصر باب الأمل من جديد نحو عودة الحياة للمدرجات والصالات المغطاة، فقد استضافت مصر مونديال اليد أوائل العام الجارى، وخطفت أنظار واهتمام العالم بفضل التنظيم الرائع الذى شهد لأول مرة عالميا تطبيق نظام «الفقّاعة الرياضية»، لتسطر مصر فصلا جديدا فى مسلسل تحدى المستحيل، وتبدأ الدول تباعا الأخذ عن مصر هذا النظام فى البطولات الدولية والقارية.
كسبت مصر الرهان بفضل مساندة الرئيس، عبدالفتاح السيسى، الذى لم يتوان عن تقديم كل أيادى الدعم والمساندة والاهتمام بكل مجالات الحياة ومنها الرياضة.
لم تكتف مصر بما فعلته فى مونديال اليد من نجاح رائع وتنظيم أبهر العالم كله وسط ظروف صعبة، بل واصلت العمل بجد واجتهاد فى ألعاب أخرى كثيرة من خلال تنظيم بطولات كبيرة وكثيرة.. حدث هذا فى السلاح والجمباز والجودو والرماية والسباحة والخماسى الحديث وغيرها من البطولات العالمية، حتى إن أى دولة تتعثر فى تنظيم أى بطولة عالمية، تكون مصر المرشحة الأولى لاستضافة البطولة بدلا منها، حدث ذلك بسبب ضربة البداية الرائعة فى مونديال اليد التى منحت مصر ثقة الجميع.
عندما أتحدث عن الرياضة المصرية فى 2021 أتحدث عن عام التحدى فى العالم، وكانت مصر رائدة فى هذا التحدى، وليس فى تنظيم البطولات فحسب، لكن هناك بنية تحتية تجعلها قادرة على تنظيم أكبر البطولات العالمية، من ملاعب وفنادق ولجان استقبال وإمكانيات بشرية، ظهرت بدور بارع فى البطولات التى استضافتها مصر.
عام 2021 كان مختلفا فى الرياضة المصرية، لما شاهدناه من أحداث رياضية كبيرة، مثل ظهور رابطة الأندية المحترفة للنور وتفعيل دورها، التى أصبحت مسؤولة عن تنظيم بطولة الدورى الممتاز، التى نراها بثوب مختلف فى الناحية التنظيمية، وليس ذلك فحسب، ولكن من ناحية المستوى الفنى بظهور قوى كروية منافسة لنجد أندية تتنافس بقوة مع الأهلى والزمالك وبيراميدز، مثل فيوتشر وفاركو وغيرهما من الأندية، حتى إن الجميع يصعب عليه التكهن بمن سيفوز بالدورى فى الموسم الجديد، ومن سيهبط هذا الموسم الذى شهد بطلا جديدا فى الجانب الكروى، وهو طلائع الجيش، الذى حصد لقب السوبر المحلى من بين أنياب الأهلى.
لقد شهدت الرياضة المصرية انطلاق عهد جديد فى مختلف المجالات، سواء البنية التحتية أو الإمكانيات البشرية، بعد إفراز انتخابات الأندية والاتحادات لكوادر جديدة قادرة على استكمال المسيرة ومسايرة التطور على مستوى العالم، بالإضافة إلى الحضور المصرى الفعال فى البطولات الدولية، مثلما حدث فى أولمبياد طوكيو وأيضا البارالمبية، التى عزف أبطالها سيمفونية بالتحدى والوقوف على منصة التتويج بعلم مصر.
أيضا شهدت دعما رائعا من الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى يحرص دائما على تحفيز الأبطال والمجتهدين، من خلال تكريمهم والحديث معهم من أجل مستقبل أفضل، فضلا عن الدعم الكبير الذى يلقاه ذو الهمم الذى أصبح لهم شأن كبير فى الرياصة المصرية.. عام بعد الآخر تشهد مصر طفرة غير مسبوقة فى مجال رعاية وتأهيل الأشخاص ذوى الاحتياجات الخاصة، فهناك اهتمام من الدولة بجميع مؤسساتها مضاعفا بذوى الهمم، فى إطار حرص الرئيس على ضمان حقوقهم الذى لا يدع مناسبة أو احتفالية إلا وأكد أنهم شريك أساسى فى الوطن ويعتبرهم كنزا فى المجتمع.