مؤكد أن أنظار العالم تتجه اليوم نحو منتدى شباب العالم في مدينة السلام شرم الشيخ، خاصة بعد نجاح المنتدى في نسخته السابقة 2019، والخروج بتوصيات كانت محل تقدير واحترام من قبل الجميع، وبعد أن أصبح هذا المنتدى منصة حوارية دولية يجتمع فيها شباب العالم يتبادلون الرؤى والخبرات فيما بينهم ويصنعون مستقبلهم بأيديهم بعيدا عن الصراعات والتحديات، ويرسلون رسائل من المحبة والسلام لجميع شعوب الأرض للسير نحو عالم أفضل تسوده قيم السلام والتسامح والتعايش وقبول الآخر.
وعظمة هذا المنتدى، تتجسد فإن المشاركين يجتمعون سويا من كل بقاع الأرض في مصر نقطة تلاقي الحضارات، فلا فرق بين عرق أو لون أو دين، وجميعهم سفراء لشعوبهم نحو بناء أوطان تنبذ الكراهية والعنصرية والصراعات وتدعو للتشارك والتكامل والبناء لا الخراب والدمار، فالشباب شركاء الحاضر ونبراس المستقبل المشرق والطاقة الدافعة نحو التنمية والبناء والتعمير.
وتأتى النسخة الرابعة من منتدى الشباب وسقف طموح الشباب المصرى والمشاركون في السماء، بعد النجاح المذهل للنسخة الأولى والثانية والثالثة، حيث ارتفع سقف الطموح في ظل اتساع دائرة التحديات وما أحدثته جائحة كورونا من تداعيات وتأثيرات التكنولوجيا على حياة الشعوب، وخطورة التغيرات المناخية التي أصبحت بمثابة تهديد واضح وصريح للحياة البشرية في هذا الكون.
لكن، أعتقد أن الثقة في الشباب المصرى كبيرة، بأن تخرج هذه النسخة بنجاحات تفيد العالم في محنته الآن، خاصة أن هذا الشباب يمتلك ما يعول عليه للقيادة والريادة فهو من تصدى بحزم لقوى الضلال والظلام نيابة عن العالم أجمع، وهو من استبسل بقوة فى الدفاع عن قيم الإنسانية في الدفاع عن وطنه، وهو من يمتلك الآن ما يجعله يفتخر بوطنه ولديه ما يقدمه للآخر من تجارب نجاح شهد بها القاصى والدانى بعد نجاح دولته في التعامل مع أزمة وباء كورونا وإشادة كافة المؤسسات والمنظمات الدولية بالإجراءات المصرية.
وكذلك دوره ومشاركته في مشروع القرن "حياة كريمة" الذى يعد بمثابة سد عالى جديد، تقوده الدولة والشباب معا للارتقاء بمستوى 58 مليون مواطن اقتصاديا وتعليميا وخدميا واجتماعيا من خلال سيمفونية رائعة تتكاتف فيها أجهزة الدولة المختلفة والمجتمع المدنى وآلاف المتطوعين من الشباب لتضرب النموذج في إنكار الذات والاستبسال نحو الدفاع عن كرامة المصرى، والحفاظ على حقوقه.
غير أن الشباب المصرى أصبح مصدر إلهام بعد النقلة النوعية نحو تأهيله وتمكينه خلال العامين الماضيين، فأصبح لدى مصر نحو 185 نائبًا شابا بالبرلمان، ومحافظان وثلاثٌ وعشرون من نواب المحافظين، وعدد كبير من نواب الوزراء ومساعديهم، ومئات الكوادر الشبابية سواء في الأحزاب السياسية أو القطاعات الحكومية، وتدشين اتحاد شباب الجمهورية الجديدة في تجربة شبابية ناجحة تعكس إيمان الدولة المصرية بالشباب بالفعل لا بالقول، إضافة إلى أن الدولة المصرية اتخذت محطات هامة لصالح المرأة، حيث تجاوز تمثيل المرأة فى مجلسي النواب 28% والشيوخ 14% للحدود الدنيا المنصوص عليها في الدستور (25% و10%)، وبلغت حصة المرأة 25% من الوزراء و27% من نواب الوزراء و31% من نواب المحافظين، وتعيين المرأة في جميع المؤسسات القضائية وكافة المستويات بما في ذلك المناصب القيادية في الهيئات القضائية ومجلس الدولة والنيابة العامة، وتعزيز التشريعات والقوانين بتوفير الحماية للنساء والفتيات بتجريم التنمر وتغليظ عقوبة التحرش وعقوبة ختان الإناث.
أما ملف ذوى الهمم، فلدى الشباب المصرى الكثير لتقديمه للعالم، بعد توسع دولته فى مظلة الحماية الاجتماعية لذوى الهمم وتوفير كل السبل اللازمة لهم للحصول على جميع حقوقهم، وأهمها إصدار قانون حقوق الأشخاص ذوى الإعاقة رقم (10) لسنة 2018، وصدور اللائحة التنفيذية للقانون للتنظيم العمل به، وحرص الدولة على إقامة حفل اليوم العالمى لذوى الهمم لدمج هذه الفئة ضمن مكونات المجتمع والاستفادة من قدراتهم وقوتهم.
وأخيرا، يمتلك الشباب المصرى قوة دعم بعد أن تخطت الأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب حدود الدولة المصرية لتعقد شراكات إقليمية ودولية في جميع المجالات، وتنفيذ توصيات النسخ السابقة بشكل يدعو للفخر والاعتزاز بالاهتمام الرئاسي لمخرجات هذا المنتدى واحترام الرؤى الشبابية، والعمل على تنفيذها بجدية، تكون قوة دفع حقيقية نحو منتدى جديد في ظل تحديات جسام يعانى منها العالم أجمع في ظل وباء كورونا، وتأثيراتها على المستوى الاقتصادى والتقنى والاجتماعى والصحى..