يوما بعد الآخر ومباراة تلو الأخرى تهوى قوى بطولة كأس الأمم الأفريقية المصنفة كثالث أفضل وأقوى البطولات في العالم، بتوالى الأحداث السلبية بالنسخة الحالية الكاميرون 2021، على كافة الأصعدة التنظيمية وتلاحقها بوتيرة تشيع الخجل بين كل من ينتمى للقارة السمراء.
ووسط ما كنا نأمل بمشاهدة بطولة قوية على المستوى الفني بين كبار أفريقيا، إذ بنا نفاجأ بخروج الأمور عن السيطرة كليا من جانب اللجنة المنظمة للبطولة، ويتحمل المسئولية هنا الاتحاد الأفريقي والجانب الكاميرونى بقيادة الأسطورة صامويل إيتو الذى تحدى الجميع وصمم على إقامة البطولة في موعدها رغم الصعوبات التي حذر منها الفيفا، وعلى الأخص مسئوليها الأفارقة مثل هانى أبوريدة والمغربي فوزى لقجع اللذان اتهما من جانب روجيه ميلا النجم الكاميرونى الشهير بالعمل ضد القارة السمراء.
فإذ تحدثت عن السلبيات في بطولة أمم أفريقيا الكاميرون 2021 فحدث ولا حرج .
ما من يوم في البطولة إلا ونجد أزمة سلبية تطفو على السطح.. وكان لمنتخب مصر نصيب منها في مباراته أمام نيجيريا التي خسرها بهدف دون رد، وما شاهدناه من عدم صلاحية الكرات لدرجة استبدالها 3 مرات خلال أول 22 دقيقة من عمر المباراة، في مشهد مذري يؤكد أن كاف يبرم تعاقدات مع شركات تهدر حقوق منتخبات القارة وتضر بمصالحها.
وتأتى الصاعقة مع تصرف لا يوصف بأقل منه أنه كارثى صدر من الحكم الزامبى شيكاوزى في مباراة تونس ومالى أمس، مورطا الكاف واللجنة المنظمة فى أزمة لن تمر مرور الكرام وستترك أثارها على البطولة ككل، عندما أقدم على إنهاء المباراة قبل موعدها مرتين فى الدقيقة 85 والدقيقة 89 رغم سابق إعطائه وقت محتسب بدل ضائع خمسة دقائق، وبعد تدارك الأمر من جانب لجنة الحكام في الكاف عقب خروج الفريقين من الملعب تقرر استكمال الوقت المتبقى من اللقاء بقيادة الحكم الرابع، إلا المنتخب التونسي استغل الموقف لصالحه إزاء هزيمته بهدف نظيف و رفض استكمال المباراة وصمم على احتساب النتيجة لصالحه مصعدا الأمر بشكوى رسمية، في فضيحة مدوية تناقلها العالم أجمع، ساهمت في نشر صورة سيئة عن الكرة الأفريقية.
زاد سوء الإعداد التنظيمي فجاجة في مباراة موريتانيا وجامبيا أمس التي شهدت أخطاء في عزف النشيد الوطنى للمنتخبين، واضطرار اللاعبين إلى ترديد النشيد الوطنى دون تسجيل موسيقى كالمعتاد فى مثل هذه المحافل الدولية، وفى نفس المباراة حدث عطل فنى فى تطبيق تقنية الفيديو " VAR".
وفى موقف مؤسف آخر اضطرت المنتخب الجزائرى لنقل لاعبيه فى ميكروباصات على دفعات إلى مقر إقامتهم عقب نهاية تدريباتهمولم يجدوا الحافلة المخصصة لهم.
ولم يشأ يوم أمس أن يمر هادئا على المنظمين فى الكاميرون، وأنتهى بشكل عاصف عندما أعلنت الحكومة الكاميرونية عن وجود في تهديد إرهابي في مدينة ليمبي المتواجد فيها منتخبات المجموعة السادسة ( تونس - مالي - جامبيا - موريتانيا)
ورغم أن البدايات كانت تبشر بكل هذه السلبيات قبل انطلاق البطولة، إلا أن العناد دون استعداد حقيقى من جانب الكاميرونيين يهدد البطولة بالفشل الذريع وسيجعل نسخة 2021 هى الأسوأ فى تاريخ كأس الأمم الأفريقية منذ إنشائها عام 1957.
حتى إذا نظرت إلى البنية التحتية والمنشآت سنجد الفنادق مقر إقامة البعثات ليست على ما يرام تماما وكلنا شاهدنا فندق منتخب مصر ذات السور الذى لا يتعدى 10 أمتار، جعل من السهل للجماهير تسلقه وتصوير النجم المصري محمد صلاح فى خرق للخصوصيات المفترضة للضيوف وتوفير وسائل الراحة لهم..ولا يخفى ما حدث فى فندق اقامة منتخب تونس وظهور حشرات وحيوانات زاحفة فى الغرف والحمامات.
كذلك تجد الاستادات التى تستضيف المباريات تقلع أرضيتها مع كل تسديدة للكرة وأيضا ملاعب التدريب تشبه الفناءات المدرسية وليست حتى مراكز الشباب.
وما لا ينسى أو يمكن تجاهله أيضا العامل الأمنى، وما حدث للصحفيين الجزائريين من حادث اعتداء وسرقة قرب مقر إقامتهم، لتضطر الجهات المسئولة هناك إلى زيادة الحماية الأمنية للبعثات المشاركة فى البطولة.هذا الوضع القائم فى الكاميرون يؤكد فعلا أن الدولة مصر فى حته تانية.
شتان الفارق بين تنظيم مصر كأس الأمم الأفريقية 2019 وما خرجت به البطولة من إبهار عبر تنظيم عالى الجودة وإمكانيات إنشائية فائقة واستضافة 7 نجوم، وبين ما يحدث حاليا فى الكاميرون حيث تقام نسخة 2021.. هذا رغم أن التكليف لمصر بتنظيم البطولة جاء قبلها بثلاثة أشهر فقط ولكن دائما تبقى مصر على قدر الحدث وقدر الثقة من الجميع.