معلوم أن حلم المصريين منذ فجر التاريخ هو بناء الحضارة الإنسانية وإقرار المحبة، وهو ما يؤكد عليه دائما الرئيس السيسى، وما تجسد حقيقة وفعلا فى منتدى شباب العالم في نسخته الرابعة من خلال تعزيز الحوار ومناقشة قضايا التنمية، وإرسال رسالة سلام وازدهار من مصر إلى العالم.
فكانت توصيات المنتدى محل تقدير واحترام من الجميع بعد الزخم الكبير الذى أحدثه المنتدى سواء على صعيد الحضور والمشاركة أو على صعيد الثمار والنتائج، وأعتقد أن أبرز هذه التوصيات الدعوة إلى عقد قمة عالمية لمؤسسات التمويل الدولية والدول المانحة؛ لبحث أفضل السبل والآليات لمساعدة المجتمعات الفقيرة والأكثر فقرا، وإشراك الشباب في قضايا التغير المناخي والعمل على النشر والتعريف بالأهداف المناخية على المستوى الإقليمي والدولي، وكذلك تأسيس مجلس أعمال مشروعات إفريقيا الذي يجمع رواد الأعمال من الشباب ورجال الأعمال بهدف توفير وربط أفكار وابتكارات الشباب بفرص العرض والتمويل.
وأيضا كان هناك توصية مهمة في ظل ما رآه العالم من عدم عدالة في توزيع اللقاحات أثناء التعامل مع الجائحة، فرأينا دولا أخذت الجرعة الثالثة، ودولا أخرى لم تحصل على الجرعة الأولى، وبالتالي كانت دعوة منظمة الصحة العالمية للاعتراف باللقاحات أمر مهم يستحق التقدير لتحقيق العدالة بين المجتمعات في ظل أزمة تحتاج إلى تضامن الجميع وإلى ترسيخ مبدأ الوحدة والإنسانية لا الأنانية وتغليب المصلحة الخاصة.
وأدرك المنتدى كذلك أهمية الحاجة إلى عالم يسوده الأمان والسلام، فجاءت توصية أخرى مقدرة، وهى الدعوة لتوحيد الجهود الأممية لإعادة التمويل لإعادة الإعمار في مناطق الصراعات والنزاع، خاصة أن الدولة المصرية دائما ما تؤكد على ضرورة إعادة الإعمار من منطلق الواجب الإنساني كجزء لا يتجزأ من أمنها القومى.
وانطلاقا من مبدأ الحق في التنمية كحق أصيل من حقوق الإنسان والتي يأتي ضمن استراتيجية مصر الوطنية لحقوق الإنسان التي أطلقها الرئيس السيسى، كانت هناك توصية للشباب بضرورة إطلاق استراتيجية لدعم السلم والأمن لما بعد جائحة كورونا لمراعاة البعد الاجتماعي والبيئي والأفراد الأقل حظا وإدماج الفئات ذوي الهمم لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وذلك للمحافظة على حقوق الأجيال القادمة في الحياة.
ولأن الشباب هم نصف الحاضر وكل المستقبل، طالب شباب العالم كافة الحكومات بتوفير برامج تدريبية للشباب لمساعدته على تعلم التطورات المتسارعة في مجالات التكنولوجيا والتحول الرقمي، وتطوير مهاراتهم والارتقاء بها لتتماشى مع تطورات سوق العمل في الداخل والخارج، خاصة مع ظهور وظائف جديدة غير تقليدية، تختلف عما عهده جيل الأباء، مما يتطلب التدريب المستمر والتعليم المتواصل، والتعرف على أحدث التقنيات الحديثة في العالم.
وأخيرا، نختتم حديثنا بما أشار إليه الرئيس السيسي خلال جلسة ختام المنتدى، إلى أن العالم في أشد الحاجة لاستنهاض العزائم وإنفاذ الإرادة للضمير البشري من أجل تحقيق البناء والتنمية، مع ضرورة تنحية الصراعات جانبا، ليسود السلام ويعم الرخاء..