فى ظل معاناة البشرية من كوفيد 19 ومتحوراته وتداعياته على الحياة العامة في كافة المجالات وعلى كل الأصعدة، وبعد أن فقدنا أحبابا وأعزاءً بسبب هذا الوباء اللعين، أصبح خبر زوال كورونا أمنية كل إنسان يعيش على هذه البسيطة، فالكل يتمنى ليل نهار وفى رجاء ودعاء دائم ومتواصل، بل أن العقول والقلوب في شوق مرتقب إلى إعلان انتهاء الأزمة، أو على الأقل أن يكون التعامل مع هذا الفيروس وكأنه أنفلونزا، أو نزلة برد، ليكون لسان حال كل مُصاب "عندى شوية كورونا" كتوصيف لإصابته، مثلما هو الحال عند الإصابة بفيروس الأنفلونزا، حيث لا مكان للخطر أو تهديد للحياة أو القلق والفزع.
وأعتقد أن مع اتساع دائرة الأمل خلال الأيام الماضية، متوقع تحقيق هذه الأمنية بذكر جملة "عندى شوية كورونا" أو "مجرد دور كورونا" مثلما الحال عند الإصابة بفيروس الأنفلونزا في ظل وجود وانتشار أخبار سارة ومبشرة تعزز وتزيد من هذه الأمنية، أهمها وجود توقعات إيجابية بكون العام الجديد 2022 سيشهد بداية تحول الفيروس من وباء إلى مرض متوطن، وأن هناك أدلة على أن سلالة أوميكرون تصيب الجزء العلوى من الجهاز التنفسي أكثر مما تصيب الرئتين وذلك يجعلها تسبب أعراضا أخف من أعراض السلالات السابقة، بل تزداد الأمنيات مع كثرة التأكيدات الطبية للأطباء والخبراء بأنه مجرد أن يزول متحور أوميكرون فإن الإصابات فى طريقها للانخفاض بصورة كبيرة، وبعدها يمكن علاج مرضى كورونا مثل مرضى الأنفلونزا الموسمية.
فالأصوات التى تحمل الأمل كثيرة، فهناك أيضا من يستبعد أن يظهر متحور أكثر انتشارا من أوميكرون، وهناك من يؤكد أن موجة كورونا الحالية والأعراض فيها بسيطة في معظم الحالات، ومتشابهة بالأنفلونزا الموسمية ونزلات البرد السنوية لكنها في كل الحالات مازالت موجودة، وأن العدوى أصبحت أكثر بين العائلات والأسر مما يؤدى إلى ارتفاع المناعة المجتمعية.
وأخيرا، نستطيع القول، "رغم أصوات الأمل هذه، ورغم التأكيدات بأن متحور أوميكرون أقل شراسة وأخف أعراضا، فليس هناك حزم أو حسم بأن لا يتفاجأ العالم بمتحور جديد، لذلك فإن الخطر ما زال قائما، وأن مواصلة الالتزام بالإجراءات الاحترازية والوقائية والتباعد الاجتماعى، والحرص على أخذ اللقاحات والتطعيمات ضرورة حتمية لا غنى عنها مهما كانت هذه التوقعات مطمئنة، وعلينا أن نتذكر دائما أن منذ ظهور فيروس كورونا وهو يحمل عنصر المفاجأة فى كثير من تطوراته، وأن لا ننسى أن مهما كان الحديث مطمئنا عن متحور أو ميكرون، إلا أنه ما زال يسجل معدلات إصابات قياسية في كثير من الدول، وإن هناك دولا ما زالت تتخذ إجراءات الإغلاق وتطبيق القيود لمحاصرة الوباء.