ماذا لو أختصرنا كل ما حدث من أخطاء في صفوف المنتخب الوطنى خلال منافساته في دور المجموعات بكأس الأمم الأفريقية في كونها مجرد تمويه من كيروش للمنافسين في الأدوار المتقدمة.. ولتعتبرها هكذا كنوع من فرض الاستقرار المطلوب للفراعنة قبل خوض معترك الأدوار الإقصائية بداية من دور الـ 16 في السادسة مساء الأربعاء المقبل أمام متصدر المجموعة الخامسة من بين الجزائر ، كوت ديفوار، غينيا الأستوائية، وسيراليون وجمعيهم لديهم الفرصة في احتلال المركز الأول.
ولكن إذا ما اعتبرنا ما يفعله كيروش مع المنتخب تمويه.. لكنه يكشف الكثير من السلبيات لا يمكن التغاضى عنها .
نفس المنهج، نفس الخطة، نفس الوجوه .. نفس التغييرات وتوقيتها الذى بات محفوظا .. أبدا لم يتغير شيء .
ثلاث مباريات على التوالي ويبقى الوضع كما هو عليه داخل منتخب مصر .
لم يشأ كيروش الاستماع إلى النصائح ووجهة النظر المتداولة والقائمة على واقع ملموس ومحسوس بضرورة تغيير طريقة لعب الفراعنة بما يتناسب مع إمكانيات اللاعبين مع التوظيف السليم لكل لاعب حسب المركز الذى يجيد فيه ، مع حتمية الاعتماد على بعض اللاعبين بدلا من آخرين أثبتت المباريات عدم جدوى وجودهم في التشكيلة الأساسية، متمسكا بسياسته دون أدنى حسابات للإخفاقات المتتالية لحساباته الفنية.
كانت البداية أمام نيجيريا وغير كيروش في مراكز اللاعبين بشكل غير متوقع وأعتمد على خطة ( 5-5-0 ) أثارت سخرية الإعلام الأجنبي ، وقدمنا من خلالها أسوأ أداء ممكن.
المباراة الثانية أمام غينيا بيساو .. انهار المنتخب بدنيا تماما في الشوط الثانى وفزنا بالكاد بهدف دون رد.
المباراة الثالثة أمام السودان.. في الوقت الذى كنا فيه الأقرب لتحقيق فوز عريض بعد التقدم بهدف، تراجع كيروش بشكل غير مبرر ليمنح المنافس صاحب المستوى العادى أن يكون ندا للفراعنة وتجرأ علينا لحد تهديد مرمى الشناوى في أكثر من كرة خطرة، بسبب تغييراته الغير موفقة والتي أضعفتنا هجوميا بعد خروج مصطفى محمد الذى كان قريبا من التهديف بعد تعامله الجيد مع أكثر من كرة لولا سوء الحظ الذى منعه من هز الشباك، وكانت المفاجأة في إشراك مروان حمدى الذى ألتحق بالبعثة في اللحظات الأخيرة اضطراريا وكان خارج اختيارات كيروش الأولية، ولم يشرك محمد شريف الأفضل على كل المستويات.
وبما أن خلاص دور الـ 16 أنتهى .. فلينتهى تمويه كيروش الافتراضى.
وبناء عليه يتطلب الأمر نظرة أخرى مختلفة مضادة للتمويه وتقترب من الحقيقة.. نريد رؤية منتخب مصر الحقيقي والأصلي.
المطلوب فيما هو قادم للمنتخب تطوير الأداء كليا مع أهمية التحضير الجيد والقوى للمباريات القادمة ويكون أفضل من سابقه.
الأمور بسيطة ولا تحتاج تعقيد أو فلسفة .. وياريت كيروش ميعقدهش على نفسه وعلينا.
وعل كيروش أن يدرك ماذا يجدى أن يلعب الننى في مركز 8 والسولية في مركز 6 ؟.. رغم أن الثنائى يجيد في المركز الآخر ويفيد المنتخب أكثر بحكم حفظه لواجبات المركز المخالف لما يلعب فيه تحت قيادة المدرب البرتغالى.. وكأنه يخالف الطبيعة والفطرة الأصيلة للاعبين الذين يدربهم.
ألم يعى كيروش أن زيزو يستحق مساحة ووقت أكبر ويلعب أساسيا مع استبعاد عمر مرموش الذي فشل في استغلال كل الفرص التي واتته بالاعتماد عليه في الثلاث مباريات الأولى دون أن يقدم أي مردود وبدا غير قابل أن يفعلها في المباريات المقبلة.. وهنا يستحضرني تجربة مروان حمدى الذى أشركه كيروش في كل مباريات كأس العرب على أمل أن يثبت نفسه ويؤكد صحة وجهة نظر مدريه .. لكن ماذا كانت النتيجة في النهاية؟.
ورغم كل الاعتبارات وكل السلبيات التي ظهرت على أداء المنتخب في دور المجموعات، إلا أن ذلك لا يمنع امتلاك الفراعنة لفرص أكبر في التتويج يساعد عليها قدرات مصر في البطولات المجمعة وخوض المباريات باستراتيجية تصل إلى النتيجة المأمولة في النهاية.