يجب التأكيد على أن خطة وزارة الأوقاف فى ضبط الخطاب الدينى لها كل الاحترام والتقدير، وما وصلنا إليه خلال سنوات فى عمليات الضبط كان لزاما وضروريا أن يحدث منذ عدة عقود، لكنى أزيد على كل ما حدث مقترحا عاما لمن بيده الأمر، وهى فكرة استطلاعات الرأى للمصلين فى كافة مساجد مصر، بحيث يتم توزيع ورق لاستطلاع الرأى يكون واضعيه أساتذة متخصصين ومحللين للبيانات، على أن تتضمن رأى المصلين فى الامام والخطيب، ثم يجب أن يتضمن ذلك الاستطلاع رأى المصلين فى المحتوى الخاص بخطبة الجمعة، وأهم ما استفاد منه المصلى من محتوى الخطبة، وهل كانت أدوات الخطيب شيقة فى العرض وهل كان يتابع انطباعات المصلين والتفاعل معه فى المحتوى، أم كان هناك عدم انتباه من المصلين للخطبة، وهل يحتاج المسجد لعملية تطوير فى مستوى التكييفات والأمور الفنية وغيرها، ثم رأى المصلين فى مظهر عمال المسجد وأماكن وضع الأحذية، ثم شكل المكتبات المرفقة فى المساجد، وغيرها من الأمور التى يمكنها أن تبنى رؤية حقيقية واقعية عن مساجد مصر وأئمتها وطرق عرضهم ومدى الاستفادة والعلم الذى يصل لجمهور المصلين.
وعملية الاستطلاع لها أهمية فى قياس مدى ما وصلنا إليه من عمليات تطوير وضبط التى تمت على مدار السنوات الماضية، وحتى يمكننا إجراء عمليات التقويم للأئمة الذين يحتاجون مدرسين فى لغة الخطابة ووسائل العرض وكيفية الاحساس بوجوه المصلين حتى يغيروا فى طريقة الالقاء أو حتى تقليل وقت الخطبة طالما كان محتواها لا يجد اهتماما كبيرا من المصلين، وهذا أمر يتماشى مع صحيح الدين الذين يحث الناس على التدبر وإعمال العقل حتى يكون هناك محتوى دينى مفيد للمصلين وينتقل منهم لأسرهم وأبنائهم فى المنازل.
وعمليات استطلاع الرأى فى العموم يمكن تنفيذها عبر توزيع تلك الاستمارات على عدد معين من المصلين فى المسجد يمثل نسبة يمكن القياس عليها فى النتائج، ثم يمكن قياس ذلك كل فترة من الفترات وليس فى عدد جمع متصلة حتى نصل لنتيجة حقيقية، ونكون بذلك أفدنا المصلين واستفادوا مما نقوم به من عمليات تطوير.