مما لاشك أن "جبر الخواطر" تعد عبادة من أعظم العبادات لله سبحانه وتعالى، لأن مقاصد الشرع السمحة في كافة الأديان السماوية دائما ما تحث على وجوب التحلِّى بالأخلاق الحسنة والسعة نحوتحسين حياة العباد والإحساس بآلامهم والعمل على تخفيف متاعبهم، وهذا ما تفعله مبادرة "حياة كريمة" الرئاسية تلك المشروع العملاق التى يعمل على جبر خاطر 58 مليون مواطن ريفى كانوا يعانون من التهميش عقود طويلة، حيث كانت مطالبهم وآمالهم طى النسيان.
فلك أن تتخيل جمال التبسم والبشاشة فى وجه أناس وهم يفرحون ويستقبلون معدات الحفر والبناء والإصلاح استقبال الفاتحين، ومدى وقوع هذا على أفئدتهم من محبة ودفء وأمل نحو مستقبل مشرق وغد أفضل، حيث مجتمع متكامل الخدمات، فها هي المدارس تنشئ والمستشفيات تُشَيد والمرافق تكتمل، ولسان حال الجميع في القرى يقول "أخيرا لا سفر للعلاج والمدرسة بجوار المنزل، والحياة أصبحت آدمية بعد دخول الصرف الصحى وتدشين المقرات الحكومية فى القرى.
نعم "حياة كريمة" "جبر خاطر" وحلاوة مقصدها كحلاوة قضاء حاجة لمن هو في كرب أو ضيق، فلك أن تتخيل عظمة التهادى والتحابى لأناس ضعفاء فتكون سببا لقوتهم ورد الحق لهم فيكونون مدينون لك بكرمك، ولك أن تتخيل حال يتيم أو فقير تكون سببا في إسعاده وتفريج همه، وما أجمل العمل والبناء والإصلاح الذى يكون سببا فى تأليف القلوب وزيادة التراحم وتعزيز قيمة الوطن والانتماء، وإدخال السرور والسعادة إلى قلوب متألمة، فكم منا من يطير فرحًا إذا ابتسم أحد في وجهه، فما بالك بمشروع سيكون سببا في رسم الابتسامة والفرح على وجوه 58 مليون مواطن.
وأخيرا، علينا جميعا أن نتحلى بهذه العبادة، في التعامل فيما بيننا، ولا ننسى ما قاله الإمام سفيان الثورى "ما رأيت عبادة يتقرب بها العبد إلى ربه مثل جبر الخاطر". فما أحوجنا ونحن فى زمن الوباء إلى هذه العبادة العظيمة والتحلى بها فهى أدب وخلق رفيع لا يتخلق بها إلا أصحاب النفوس النبيلة والطيبة، فيالها من عبادة يحبها الله..