منتخب مصر الحقيقى بدأ يظهر فى سماء الكاميرون، ويغرد نحو اللقب الأفريقى الغائب، هذا اختصار مشهد الفوز المثير على كوت ديفوار بركلات الترجيح.
فوز الفراعنة على الأفيال كان بمثابة لوحة كروية مصرية، أعادت للأذهان صورة المصريين فى التحديات رياضيا وإنسانيا، والأهم وطنيا، لأن المنتخب دخل مواجهة كوت ديفوار، وكل الترشيحات تتجه للخسارة أمام فريق قوى أطاح بالجزائر الأقوى، فضلا عن حالة عدم اتزان للفريق المصرى، خاصة نجومه محمد صلاح والننى وعبدالله السعيد ومصطفى محمد، مع إصابات لاعبين مؤثرين، أكرم توفيق، والونش، ووسط الإحباط وعدم التفاؤل يظهر معدن المصريين فى موقعة عودة الفراعنة، فيقدم المنتخب الوطنى عرضا قويا ويظهر ندا، ومع الوقت يستعيد النجوم بريقهم، فيتألق صلاح والشناوى والننى وعبدلمنعم وحجازى، وتصبح المواجهة متكافئة، رغم جاهزية المنافس الذى يقوده أكثر من 6 لاعبين، هم الأبرز فى أوروبا، على رأسهم هيلر، ولكن المصريين كانت روحهم فى السماء والجهاز الفنى بقيادة كيروش ظهرت حكمته وهدوؤه وخبراته فى التعامل بتغييرات منطقية، حتى عندما تعرض الشناوى كان البديل محمد أبو جبل جاهزا ومركزا، ونزل فى فورمة وأنقذ مرماه من هدف مؤكد فى الوقت الإضافى الثالث، قبل أن نصل لركلات الترجيح ويخطف الفراعنة الفوز والتأهل لثمن النهائى ومواجهة المغرب.
منتخب مصر فاز لأنه استعاد روح التحدى، والكل على قلب رجل واحد تجسد، المشهد فى مشهد أبوجبل فى الاطمئنان على الشناوى عند إصابته، ودعاء وفرحة وسجود الشناوى مع تألق «جبل» ومشاهد كثيرة سقطت فيها نغمة الأهلى والزمالك، وبات منتخب مصر هو الأول والأخير.
البطولة الأفريقية باذن الله مصرية.