تذكروا دائما أن المصريين أسقطوا الإخوان أهم وأقدم تنظيم إرهابى.. واضح ولا نقول كمان
فى الشهر الكريم يستمر الصيام معنا والحمد الله، وتستمر التأملات من حولنا تبهرنا أحيانا، وتحبطنا أحيانا أخرى كثيرا، فقد نجد العنف والاغتيال والتدمير كلها من الأدوات الناجحة التى تستخدم فى كل مرة وفى أى موقع بهدف عملية التأثير المعنوى والمادى، لتغيير أمر واقع أو تعديل اتفاق قائم مبرم على الأرض، نعم فهناك ما يسمى الرسائل الدموية التى تتم كنوع من استعراض القوة لفتح الباب أمام التسويات الإقليمية والدولية.
مثال واضح بعد أكثر من أسبوع على صوت انفجار العبوة الناسفة، التى استهدفت المركز الرئيسى لأهم وأكبر البنوك فى لبنان، التى تحمل الصفة والتقدير العالمى، فترجمت كرسالة إنذار خبيث، وتحذير سريع لإمكانية كسر طوَّق الهدوء، وإعادة لانفجار الوضع من جديد فى بيروت، وذلك من خلال الاغتيالات لنوعية من الإرهاب الجديد موجة هذه المرة فى المكان والتوقيت المحدد للعمود القوى المتبقى فى الدولة اللبنانية، فإن كان لبنان يعتمد على السياحة التى اختفت بعزلة خليجية، فيبقى لديها النظام المصرفى المتطور الخاص جناح قوى فى الدولة، ولكنه قد تم تهديده فعليا بهذا الانفجار، فهى رسالة وجهت غضبا ورفضا من تنفيذ البنك للقرارات العالمية بوقف الحسابات الخاصة «بحزب الله» التى تستخدم فى غسيل الأموال، إما عن طريق الشركات أو مؤسسات أو أشخاص فى الدعم لشراء السلاح أو التجارة الممنوعة.
لبنان ما زال ينبض بعد أربعين جلسة للبرلمان اللبنانى، جميعها فشلت فى عقد اجتماع واحد يحمل النصاب القانونى المطلوب لانتخاب الرئيس، وبعد مرور سنتين عجاف من عمر الجمهورية العربية التى تحتوى على ثمانية عشر طائفة ومساحة ممكنة من الديمقراطية، ولكن ما زالت حتى الآن تعيش بدون رئيس وبرلمان غير معترف بتهديده وحكومة مبتورة مهددة بالسقوط، فقد اتخذ لبنان فى الحقيقة كرهينة للتسويات الإقليمية حتى تأذن سورية، ويقرر لها النظام فى إيران، وذلك يتوقف فى محتواه للحل بناء على ما ستحصده أولا طهران من هذه الإدارة الأمريكية الحالية والراحلة، خلال الأشهر القليلة المقبلة، وما ستضمنه لها الإدارة التى ستجلبها الانتخابات الأمريكية الجديدة، وما سيجنيه نظام خامئينى بعدالاتفاق النووى مع أمريكا وأروبا، وبعد حالة التصعيد والمواجهة الحالية مع عدد من الدول العربية المتبقية، فهناك تناحر وليس تنافس على الشكل والمضمون والهوية للنفوذ العربى والإقليمى فى هذه المنطقة، فالغياب المستمر للرؤية، والحلول الممكنة للإنقاذ للحالة المتدهورة أن كانت فى البلد الصغير لبنان الذى يعتبر أكبر وأفضل صندوق رسائل متبادلة إلى ملف الدمار المتنامى منذ خمس سنوات حتى الآن، دون رحمة فى سوريا والوضع السياسى المهترئ فى العراق إلى الحرب الوهمية على تنظيم داعش فى ليبيا وعلى حدود مصر، حتى نصل إلى مرحلة التشدق الأمريكى الواضح بالوعود بعملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية المرتقبة ولا تأتى أبدا، كلها مراحل صعبة لن تنتهى من أسلوب «الصيام السياسى» غير الفعال حاليا حتى تأتى علينا ربما الإدارة الأمريكية جديدة التى ما زالت تخفيها لنا الأيام، إذن فالمطلوب هو الانتظار أمام الكثير من الدماء والعنف والتهديد حتى يتشكل الإطار الحقيقى للاعبين الجدد من الأطراف الأقوياء.
إذن اسمحوا لى بعد كل ذلك أتحدث عن الدولة والوطن الأكبر والأهم فى المنطقة وهو مصر، فلعب دور الصامت عن الحق هو أمر غير وارد وصعب أو المشاركة الدولية بدور صغير، ليس من شيم المصريين وعملية التجميل بهدف التحجيم المستمر تشكل لنا أمرا غير مسموح، وكل محاولات التآمر والضغط على العقول وإرهاب حفنة من المصريين أمر أصبح مستفزا ومرفوضا، فلا مصالحة ولا تهاون فى تنفيذ القانون، وما زالت حالات العبث بالكلام عن عودة للإخوان، فلا مكان بيننا لهؤلاء أهل الكذب والدم، فإن كان الانفجار والإرهاب يؤثران أو يغيران فى القوى الإقليمية والنفوذ فى الدول العربية، فتذكروا أن انفجار الشعب المصرى أسقط يوما الإخوان أهم وأقدم تنظيم إرهابى.. واضح ولا نقول كمان.