قرض زواج!
"لا تبدأ حياتك الأسرية بديون أبداً"، هذه نصيحتي لكل من يخطط للزواج ويحاول الحصول على قرض من أحد البنوك بضمان راتبه أو عقار يمتلكه، ليبدأ حياته الزوجية، ظاهرياً سوف يساعدك القرض في إنهاء إجراءات الزواج بسرعة، إلا أن الاستقرار الذي تحصل عليه في الشهور الأولى سرعان ما يتبدد، بعد الأعباء الكبيرة التي تتحملها نتيجة عدم القدرة على الموازنة بين ما تحتاجه الأسرة، والمطلوب سداده من أعباء مالية.
التصور أن الحب وحده سوف يملأ حياة الزوجين سعادة واستقرار اعتقاد خاطئ، خاصة أن أغلب الفتيات ينظرن إلى الرجل دائماً بمنطق القوامة والقدرة والإنفاق، وما إن فقد هذه الصفة تبدأ عيوبه في الظهور، لتبدأ المشكلات في التصاعد والتعقيد، وهذا أقرب طريق للانفصال والطلاق، والمبرر الأول لحالات الطلاق الكثيرة التي تحدث بعد أقل من 6 أشهر فقط من الزواج، نتيجة الخلافات والمشكلات التي باتت الديون وعدم القدرة على الإنفاق مصدرها الأساسي.
أقول لكل شاب مقبل على الزواج لا تحصل على أي قروض إلا إذا كنت تضمن السيطرة عليها، وأنها لن تؤثر على نفقات المعيشة أو المستوى الاجتماعي والاقتصادي الذي تعيشه، كما أن بداية الحياة الزوجية بديون أو أعباء مالية أمر في غاية الخطورة، خاصة أن نفقات الفرد ترتفع بعد الزواج للضعف، ربما أكثر، خاصة إن نتج عن هذا الزواج أطفال، لذلك على من يخططون للزاوج عليهم أن يدركوا ضرورة تصاعد الإنفاق وزيادة المصروفات، لذلك لا يجب أن يتجهوا للاقتراض أو الاستدانة في بداية الطريق، حتى لا يتعرضوا للفشل، خاصة في السنوات الأولى، التي تعتبر اختبار لعلاقة الزوجين بعضهما البعض.
الحياة المادية التي نعيشها، والدور الذي تلعبه السوشيال ميديا والواقع الافتراضي في حياة الناس، جعل حياة الناس معقدة ومتشابكة بصورة غير مسبوقة، وقادنا إلى حالة من غياب الرضا أو تقدير الظروف أو التشارك في أعباء ومشكلات الحياة، فالكل يتجه إلى التقليد الأعمى، ويخاطب احتياجات لا تتناسب مع قدراته المادية والاقتصادية، لذلك النصيحة لكل مقبل على الزواج أن يتفاعل بصورة عقلانية مع شريكة حياته، ويتحرك في ضوء إمكانياته وقدراته المادية، التي يجب أن تغطى كل مظاهر الإنفاق والكفالة لأسرته، وإن كان غير قادر على ذلك فعليه التخلي عن تجربة الزواج في الوقت الراهن، والانتظار حتى يتمكن من توفير حياة كريمة لأسرته، فالعجز عن توفيرها يتم ترجمته إلى آلاف حالات الطلاق سنوياً.
الزواج عقد مقدس ومسئولية كبيرة جداً، وتجربة يجب أن تعيش وتستمر، لا أن يكون عمرها 6 أشهر وتنتهي بالطلاق والخيبة للطرفين، لذلك يجب أن نضع أيدينا على مفتاح المشكلة، الذي يبدأ من توفير الاحتياجات المادية والقدرة على الإنفاق وتوفير احتياجات الأسرة، لذلك وجب التحذير من ظاهرة الزواج بالتقسيط أو الحصول على قروض من البنوك للزواج، فعلى كل شاب أن يدرس احتياجاته جيداً، ويبدأ حياته الأسرية من نقطة قوية، تدعمها تطلعات مشروعة في القدرة على السعي والإنجاز والعمل.