المدركون الجدد.. صناعة وعى مختلف

فى تاريخ الشعوب تظهر أسماء بعينها وتلمع مع كل مرحلة، ورغم أن تلك الأسماء ربما تكون ليست الأفضل فى العلم والثقافة، لكن الظروف والأقدار تهيئ لفرد دون آخر أن يظهر اسمه، بل ويخلد تاريخه، ومع كل عصر تبرز أدوات خاصة به، ما يمكننا أن نطلق عليهم المدركين الجدد، وهم شخصيات أقوى من غيرهم في عملية الفهم، ومتابعة التفاصيل، وإدراك الصورة بشكلها الأقرب للصح، وهؤلاء يمكن الاعتماد عليهم في انطلاقات الدول وتوجهاتها الجديدة، ودعم المسارات المتداخلة فى بعض الأحيان. المدركون الجدد ربما يكون بعضهم من قدامى المراحل السابقة، وهؤلاء يمتلكون وعيا متطورا لإدراك متطلبات المرحلة الجديدة، ولديهم عبء إضافي بين التخلص من الصور الذهنية السائدة عنهم، والتخلص من ضغوطات النفس البشرية الرافضة للتغيير، ثم عليهم دورا كبيرا في " تليين" عملية القبول من الأطراف السائدة على الساحة، أيضا من بين المدركين الجدد من يظن أن مسايرة الوضع بالتأييد هو الوسيلة الأنسب، دون عمليات تطوير وتأهيل شخصية حتى يمكنه مسايرة الآخرين، و هؤلاء أيضا يواجهون عبء مواجهة القدامى وخبرتهم، ومنهم من يسقط في فخ التأفف والشكوى والمقارنات، ومنهم من يستطيع المرور بنعومة بين التداخلات حتى يصل لبداية الطريق الأنسب له. طبيعة المدركين الجدد تجعلهم في قابلية للمشاركة في صناعة الوعى الجمعى الجديد بكافة أدواته، ولذلك معهم يبدأ تشكيل وعيا مختلفا يرتكن للفهم والتحليل للمرحلة وأبنائها وتوجهاتها، ومن هؤلاء يمكن الانطلاق والتأسيس في كافة المسارات المختلفة. يقع المسئولية على تدعيم الإدراك لدى المدركين، على عاتق من في يده التوجيه والقرار، فكلما زادت وسائل المعرفة والمعلومة والمشاركة والتفاعل والأمان، كلما زادت النتائج الإيجابية في صالح المدركين الجدد، وفى صالح المسارات ككل، حتى يمكننا الوصول لشكل أو صورة لها قابلية جماهيرية، ومسئولية مجتمعية يمكنها أن تسير بمفردها لسنوات عديدة، دون الحاجة لموجه ودون الارتباط بمرحلة، وحتى نصل لذلك، فالمعلومة والمعرفة هما الأدوات الأكثر تأثيرا في صناعة الوعي الناشئ لدى الفئات المستهدفة.



الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;