مباراة لا تتحمل الخطأ.. مباراة يحكمها التفاصيل الصغيرة .. قد تنتهى بركلة حرة أو ضربة جزاء أو كرة ضالة داخل الصندوق، هذا حال مباراة مصر والكاميرون الليلة في نصف نهائي أمم أفريقيا 2021، وبالتالي من الصعب توقع نتيجتها أو أحداثها، فهي مباراة خارج كل التوقعات والحسابات.. وأن كانت الأمنيات أن يتجاوز الفراعنة الصعاب بنصر جديد ويتقدمون خطوة جديدة نحو اللقب الثامن.
يدخل الكاميرون مواجهة الفراعنة، متسلحين بعاملى الأرض والجمهور، والدوافع المصاحبة لتنظيم البطولة على أراضيهم، فضلا عن تضامن الكاف بإظهار مسحات كورونا إيجابية للمنافسين قبل مواجهتهم، وكذلك المجاملات التحكيمية، فضلا عن أن الأسود لم يواجهوا منتخبا قويا فى مشوارهم بالبطولة قبل الفراعنة، زيادة على ذلك وضع العراقيل والصعوبات أمام منتخب مصر بغرض الفوز بالكأس، كفرصة لا تعوض لتحقيق اللقب السادس والاقتراب من مصر صاحبة الرقم القياسى في التتويج (7) بعد حصد النجمة الخامسة بالجابون 2017.
ولكن من المؤكد أن أي عراقيل لن تنال من عزيمة الفراعنة ولن يؤثر على همتهم شيئا مهما كان.. وهذا ما يجب أن يعيه الكاميرونيين وعليهم التركيز وفقط على المنافسة الشريفة داخل الملعب .. فهذه هي أرض المعركة الحقيقية وليس خارجها مثلما يهيأ لايتو و رفاقه.
المنتخب الوطني يخوض اليوم مباراة الكاميرون بعنوان المهمة المستحيلة.. والاستحالة هنا ليست متمثلة في كرة القدم .. فإذا توقفت الأمور عند كرة القدم فهنا لن يكون هناك صعاب على الفراعنة ، اذ نملك الأفضلية لنا في كل المقارنات الفنية سواء على مستوى جماعية الفريق وجودة اللاعبين في كل الخطوط والمراكز، وكذلك بالنسبة للتاريخ التفوق أبضا لنا نحن الفراعنة، فضلا عن قوة الدفع وتأكيد الجدارة بسابق هزيمة منتخبين من كبار القارة والمرشحين للقب مثل كوت ديفوار والمغرب.
الكاميرون فنيا منتخب عادى وليس بالقوة المهولة التي نخشي منها .. كل ميزتهم في ثنائى خط الهجوم أبوبكر فينست وايكامبى اللذان سجلا 11 هدافا – كل أهداف الكاميرون في البطولة – وعلى مستوى خطى الدفاع والوسط جميع لاعبيهم في المتناول والتفوق عليهم وارد بشكل كبير، خاصة الخط الخلفى الذى يعانى من ترهل حيث استقبلت شباك الأسود أهدافا في كل المباريات بالبطولة باستثناء مباراة جامبيا، وذلك رغم وجود أندريه أونانا حارس أياكس الهولندى الشهير.
ومن سياق ما قدمه منتخب مصر في المباريات السابقة وعلى الأخص كوت ديفوار والمغرب، ظهرت بعض الأمور تستوجب إعادة تصحيحها وتعديلها، بما يتماشى مع البروتوكول التكتيكي المنشود أن ينفذه الفراعنة من أحل اصطياد الأسود، مع اتباع الإجراءات الاحترازية للحماية من زئير الأسود المتفيرس.
- الهدوء ثم الهدوء ثم الهدوء.. هذا أهم وأول ما يجب أن يتحلى به لاعبونا في مباراتهم أمام الكاميرون، والبعد كل البعد عن أى ضغوط يصدرها المنافس من شأنها أن تسبب في عصبيتهم وخروجهم عن تركيزهم، وهو بلا شك ما يهدف الكاميرونيون إليه.
- توزيع الجهد للاعبين وتقسيم المباراة لمراحل يختلف فيها المستوى البدنى، من أجل التغلب على المعاناة العضلية لأغلب اللاعبين والتى أدت إلى إصابة العديد من بين صفوف الفراعنة وصل لـ 7 لاعبين، آخرهم الحارس البديل محمد أبوجبل الذى بذل كل مساعيه ومعه الجهاز الطبى من أجل اللحاق بمباراة الكاميرون اليوم.. ولم تكن المعاناة البدنية للاعبين ناتجة من قلة اللياقة، بل بالعكس ظهر جميع أعضاء الفريق متماسكين بدنيا رغم خوض مباراتين من 120 دقيقة أمام كوت ديفوار والمغرب وكم الضغط الكبير الواقع عليهم.. إلا أن الثقة فى رجولتهم المعتادة والروح الكبيرة التى يمتازون بها سيجعلهم يتغلبون على المشقة والإرهاق.
-عدم العودة للتغيير في مراكز اللاعبين مثلما فعل كيروش في المباريات الأخيرة بتثبيت كل لاعب في مركزه الطبيعى، وهو ما اثر بلا شك بشكل إيجابي في تحسن مستوى المنتخب وتقديمه أداء نال استحسان الجميع وحقق لنا الفوز في مواجهة منتخبات صعبة ومتمرسة.
- ضرورة مشاركة حمدى فتحى في خط الوسط، لإداركه الكامل مهام ومتطلبات هذا المركز الأهم داخل الملعب، مع إشراك الونش فى خط الدفاع بجوار محمد عبد المنعم مع الإبقاء على تريزيجيه بديلا حيث يقدم أداء مميزا ويستطيع صناعة الفارق بعد النزول نظرا للضغط الهجومي الذى يحققه مثلما فعل أمام المغرب بتسجيله هدف الفوز، على عكس ما يبدأ اللقاء أساسيا حيث يظهر غير قادر بدينا.. دون ذلك على كيروش الحفاظ على تثبيت التشكيل الذى من المتوقع أن يكون كالتالى :
محمد أبوجبل، حمدى الونش، محمد عبد المنعم، أبوالفتوح، عمر كمال، الننى، السولية، حمدى فتحى، عمر مرموش، محمد صلاح، ومصطفى محمد.
- تخفيف الضغوط عن مصطفي محمد وتقليل مهامه الدفاعية لأن قيامه بأدوار مركبة يلحق الضرر باللاعب و المنتخب ؟ !.
وهذا ظهر في مباراة المغرب الأخيرة .
كيروش منح مصطفي مهام مراقبة سفيان مرابط ديفندر المغرب لمنعه من الزيادة العددية وفي احد الكرات بينهما كان ممكن هذا الاشتباك ينتج عن هدف للمغرب.
في الدقيقة 95 و اللعب علي حدود منطقة الجزاء لمصر وفي كرة مشتركة بين مصطفي محمد ومرابط قطعها منه الأخير بكل سهولة ومررها لمنير الحدادي سددها قوية لو كانت في حدود الثلاث خشبات لكانت لدخلت خاصة وان في هذا الوقت كان جابسكي يعاني الاصابة وغير قادر على التحرك للحاق بالكرة التي للحظ علت العارضة.
كيروش بتكليفاته الدفاعية لمصطفي محمد بيأخد من دوره الأساسي كمهاجم في تسجيل الاهداف لأنه بيشتت ذهنه وبيزيد من الجهد البدني عليه في الوقت اللي اي مهاجم محتاج فيه للتركيز والطاقة لهد المدافعين.
- محمد صلاح يُفضل ألا يكون اختيار لكيروش في لعب الركنيات سواء من اليمين أو الشمال والاستفادة منه في الكرة الثانية داخل منطقة الجزاء لتسجيل الاهداف باستغلال مهاراته فى اقتناص الكرات وغربلة المدافعين مثلما حدث أمام المغرب.
جزئية تانية مهمة بالنسبة لمحمد صلاح وتوضح مدى تطور أدائه مع المنتخب والجهد الذى لا يبخل به.. وهى انه أصبح لا يترك الكرة بعد فقدها وهذا ظهر في أكتر من لعبة وكان يركض وراء لاعبي المغرب عند قطع الكرة منه ليمنعهم من لعب الكرة بأريحية دون ان ينتظر مساندة أقرب لاعبي مصر له.
-الجهاز الفنى يحتاج الهدوء خارج الخطوط، ولا يظهر متوترا مثلما حدث مباراة المغرب، حتى لا يصل هذا التوتر بالتبعية إلى اللاعبين داخل الملعب، وكذلك منعا لتعرضهم لأى عقوبات من حكم المباراة بعد عقاب روجر مساعد كيروش بالإيقاف أربعة مباريات.
فى النهاية يبقى فقط التوفيق يحالف المنتخب الوطنى داخل الملعب من أجل التهام الأسود والتأهل للمباراة النهائية لكأس الأمم الأفريقية، وهم يستحقون ذلك بالفعل وليس مجرد كلام أو أمنيات، من واقع الجهد الكبيرالذى بذلوه من بداية البطولة وسيكلل الله جهودهم بالفوز بها.