أخمد منتخب مصر، نيران الفتنة في الكرة الأفريقية التي حاول صامويل إيتو رئيس اتحاد الكرة الكاميرونى إشعالها.. وأعلن الفراعنة أن كرة القدم هي السلام والمحبة لعاشسقها ومحبيها بعد انتصار شريف ومشرف على الأسود الكاميرونية في عقر دراها بركلات الترجيح عقب مباراة ماراثونية استمرت 120 دقيقة، لتعلن السيادة الكروية على قارة أفريقيا.
منتخب مصر يتأهل إلى النهائي للمرة العاشرة في تاريخه و الأكثر فى القارة الإفريقية.
مشوار يشبه حكايات ألف ليلة وليلة سطرها الفراعنة فى كأس الأمم الأفريقية، بانتصارات عظيمة لا تتكرر كل يوم ولا كل بطولة.. منتخبنا خاض ما أشبه بثلاث نهائيات أمام منافسين أشداء كل مباراة منها 120 دقيقة بداية بمواجهة كوت ديفوار فى دور الـ 16 ثم المغرب فى دور الثمانية وبعدها الكاميرون فى نصف النهائى وجميعها انتصارات مستحقة يشهد بها العالم أجمع، ومن يطيح بكل هؤلاء الأقوياء من طريقه يستحق التتويج .. وعقبال السنغال بمشيئة الله فى النهائى الأحد المقبل، وحتى لو لم يتحقق اللقب ، فكفى هذا المشوار الشجاعى الذى سار فيه الفراعنة بكل ما أوتوا من جلد وصبر وقوة لا يقدرها غير المصريين.
حقيقة وليست مبالغة ما فعله المنتخب المصري فى كأس الأمم 2021 سيخلد فى التاريخ ويبقى دائما وأبدا رمزا وتعبيرا عن الكفاح والشجاعة .. الكل فى واحد ليس مهما من يلعب أو من يحرس المرمى أو من يسدد ركلة الترجيح .. الجميع على قلب رجل واحد وهدف واحد ، هو نصرة مصر والدفاع عن أسمها وسمعتها الرنانة.
حالة من الجنون الممزوج بالفرحة، عاشتها الجماهير المصرية ليلة أمس، وهى تشاهد أبناءها الأبطال يصولون ويجولون فى ملعب أولمبى بالعاصمة الكاميرونية ياوندى، لا يهابون أو يهتزهون من زئير الأسود التى ملئت أرجاء الملعب، بل أظهروا الرعب وبثوا الخوف فى نفوس الخصم وجماهيره بكل شجاعة وجثارة.
لم يكن الفوز العظيم والمستحق الذى حققه منتخب مصر، فقط على منتخب الكاميرون، وإنما على الحكم الجامبى بكارى جاساما الغير أمين على مهنته بمحاولاته الفجة هز ثقة المصريين فى أنفسهم داخل وخارج الملعب بإرهابهم بقرارات ليست منطقية لاستفزازهم وللأسف وقع المدير الفنى كارلوس كيروش ضحية تلك الاستفزازات ويتعرض للطرد ليغيب عن قيادة الفراعنة فى النهائى أمام السنغال ويشاهد اللقاء من المدرجات.
الشكر كل الشكر للاعبين.. لهم جميعا التحية فردا فردا ، من شارك ومن لم يشارك ، ومعهم الجهاز الفنى بقيادة كارلوش وجميع معاونيه المصريين والأجانب والإدرايين وعمال المهمات، لم يدخر أحدا منهم قطرة عرق واحدة فى عمله .. الكل تفانى من أجل رفعة أسم مصر وكان لهم الجزاء بالحب والتقدير من جموع المصريين وعلى رأسهم فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي الذى كان أول المهنئين عقب الفوز الكبير.
لا يبقى فى الأخير سوى تقديم كل الدعم للمهاجم محمد شريف الذى أستبدله كيروش بعد دقائق من مشاركته بديلا، فهذا لا ينتقص منه أبدا كلاعب مهم ومهاجم قدير، وربما يكون السبب وجهة نظر فنية فضلها المدير الفنى من أجل المصلحة دون قصد إحراج شريف أو التقليل منه.