عملية انقاذ الطفل ريان المغربى المتواصلة ليل نهار في مدينة ، هي عملية تعبر في المقام الأول عن معنى الإنسانية ومفهومها الحقيقى و الواقعى، فليس هناك أصعب من فقد الابن والابنة، فمبالنا بأن هناك طفل يقبع في قاع بئر لمدة خمس أيام متواصلة، وهو يسمع الأصوات والآلات والمعدات فوقه وهى تثقب الأرض وترفع الأتربة، وهو يجلس وحيدا بدون طعام أو هواء، هل هناك شعور أكثر قسوة وصعوبة من ذلك، سقط في بئر سهوة ترك فتحتها شخصا لم يدرك أن طفلا سيسقط فيها ويحبس أنفاس العالم العربى والمهتمين من العالم.
في قصة سيدنا يونس حينما إلتقمه الحوت دعا ربه بأنه من الظالمين، فاستجاب له الله وأنقذه من الغم، بل وأنبت عليه شجرة يتظلل بها، وفى قصة الطفل ريان، ندعوا الله جميعا ونحن مقدرون ذلك الشعور الذى يحيط بأسرته وعائلته والمشاركين في عملية الإنقاذ، فاللهم حافظ عليه، وثبته، وساعد المنقذين في عملية الإنقاذ، واجعل له وسيلة ربانية تدخل له الهواء والتحمل على نقص الطعام والشراب.
انقذوا الطفل ريان وأخرجوه لأهله ولشعورنا جميعا، فنحن جميعا ننتظر رؤيته حيا، و نخاف و يقلقنا ألا يخرج ، أو يخرج في حالة لا نريدها جميعا، بل نريد رؤية وجهه وابتسامته، نريد أن نعيش معه ألف عام وليس مائة عام أو أقل، نريد لقصته أن تعيش، وأن يخلد اسمه حيا لا دون ذلك، ونريد أن نراه في وسط أهله، فرحا و يقظا و متقلدا الوظيفة التي يحلم بها، ولا نريد في تلك اللحظات سوى أن نرى ريان وكل ريان يعيش حياته دون عوارض بشرية أو غيرها، بل يعيش حياته كما غيره في سعادة ويسر.
أنقذوا الطفل ريان حتى نشعر أن سهرنا على الصفحات متابعة له، لم تذهب في طي النسيان، بل جاء أثر الدعوات بشكل ناجح، فنحن نحب أبنائنا ونحب الطفل ريان التي لا توجد له صورة ذات جودة عالية حتى الآن إلا في قلوبنا، ونحن نعلم أن أمل الله أكبر وأعلى، وأن دعوات الملايين ستجد طريقها للأنسب.