ما حققه معرض الكتاب في دورته الـ53 نجاحا مبهرا واستثنائيا بكل المقاييس، فيكفى أن تعرف، أن هذه الدورة حققت 2 مليون زائر، وأكثر من 128 مليون زيارة للمنصة الإلكترونية و102 ألف جولة افتراضية و 2.5 مليون مشاهدة للكتب أون لاين، وتصدر مبادرة "ثقافتك كتابك" قائمة الأعلى رواجا بـ143 ألف نسخة مباعة و317 فعالية ثقافية و167 نشاطا فنيا وأكثر من 82 فعالية متنوعة متخصصة فى مجال الطفل، وفقا لبيان وزارة الثقافة، فقولا واحدا هذه الأرقام بمثابة سابقة هى الأولى من نوعها ومحل إشادة من الجميع وسط معاناة العالم أجمع من أزمة كوفيد العالمية، فلما لا؟، وقد بذلت الدولة المصرية جهودا جبارة لإخراج هذا الحدث بهذه الصورة الرائعة، والتى تكشف للعالم قدرة الدولة على تنظيم كبرى الفعاليات والمؤتمرات رغم الجائحة، ويعكس أيضا أن الجمهورية الجديدة قادرة وتستطيع، فلك أن تتخيل أن بدورة المعرض هذا العام 1063ناشرًا مصريًا وعربيًا وأجنبيًّا وتوكيلًا من 51 دولة تمثل قارات العالم.
وأكثر ما أسعدنا، وبرهن بالدليل على هذا النجاح الاستثنائى، هو الإقبال الكثيف للجمهور من مختلف الشرائح العمرية والاجتماعية فى مشهد حضارى مميز، ومن أبرز هذه المشاهد توافد التلاميذ وطلاب الجامعات للحضور والمشاركة في الفعاليات التي قطعا تشجعهم وتنمى لديهم الإدراك المعرفي والعلمي والأدبي وتساهم في تنمية الوعي الثقافي والفكرى لديهم، خاصة أنه يقام في المعرض بعض الأعمال والنشاطات المسرحية، والكثير من المعارض الخاصة بالفن التشكيلي وعروض السينما، وعمل ندوات الثقافية.
وأعتقد، أنه ما يميز هذه الدورة، أنه لأول مرة يتم تخصيص قاعة كاملة للأطفال تضم مجموعة دور النشر الخاصة بإصدارات الطفل، والكتب المدرسية، ومساحة كبيرة حوالي 400 متر بإقامة الورش الفنية والثقافية وورش الحكى المقدمة للصغار، فضلا عن أن الأسعار في متناول الجميع، فلك أن تتخيل أن هناك كتابا سعره جنيها واحدا، وكذلك يضم جناح سور الأزبكية كافة أنواع الكتب والروايات وإتاحتها بأسعار منخفضة تبدأ من 3 جنيهات.
وما يستحق التقدير أيضا، تطوير المنصة الرقمية الخاصة بالمعرض، والتي تم إطلاقها في الدورة الماضية، لإتاحة البيع Online، وتوفير خدمات التوصيل بالتعاون مع هيئة البريد لأي مكان داخل مصر، إلى جانب إمكانية الحصول على الإصدارات من خلال البحث عن الكتب ودور النشر المشاركة، وبث وتصوير الأنشطة والفعاليات التي تجرى على أرض الواقع Online.
وختاما، نقول إن معرض الكتاب يعد بمثابة نافذة رسمية لصوت مصر الثقافية والعلمية تسعى من خلالها لزيادة الوعى ولترسيخ الانتماء، وتؤكد ريادتها بقوة، فإقامة المعرض في هذه الظروف التي تمر البشرية جمعاء بسبب جائحة كورونا العالمية، وخروجه بهذه الصورة الرائعة وبتطبيق كافة الإجراءات الاحترازية وتوظيف الذكاء الاصطناعى والثورة التكنولوجية يؤكد عمليا الريادة المصرية في العلم والمعرفة والثقافة..