الإصرار على تحقيق الهدف الذى يسعى إليه كل إنسان أمر مشروع لا محالة، لأنه ببساطة يملك كل منا قدرة أعطاها الله لنا، فسنجد بداخل كل شخص أمرًا يتميز به عن الآخرين، فلا بد أن الكل يعمل على تنمية تلك القدرة، والجرى وراء الحلم دون يأس أو ملل بعد تحقيق التوفيق من بداية الأمر.
وفى يوم ذكرى ميلاد الروائى الكبير نبيل فاروق، الذى كان له دور كبير فى جذب عدد من الشباب فى فترة الثمانينيات والتسعينيات للقراءة، حيث قدم عدة سلاسل قصصية من أشهرها "ملف المستقبل، ورجل المستحيل، وكوكتيل 2000"، التى لاقت نجاحًا كبيرًا فى العالم العربى، خاصة عند الشباب والمراهقين، فكان للكاتب الكبير الراحل نبيل فاروق قصة مع عدم التوفيق فى بداية دخوله عالم الإبداع، لكنه لم يُصَب بالإحباط على الإطلاق وأصر على تحقيق حلمه، وهذا ما جعله من أبرز كتاب الروايات البوليسية والخيال العلمى.
في بداية حياة الدكتور نبيل فاروق وعندما أراد نشر رواياته ذهب إلى عدد من دور النشر، لكنها رفضت أعماله، وكلما عرض قصصه على أحد من أصحاب دور النشر يقول له: "بكرة تشكرنى لأننى لم أنشر لك هذه الرواية"، لتظل أعماله حبيسة جداران حجرته، ولكن الإصرار الذى كان يكمن بداخله جعله يتمسَّك بالأمل إلى أن تم الإعلان عن مسابقة لأحد دور النشر التى أعلنت عن حاجتها إلى روايات خيال علمى، وبالفعل فاز بالمركز الأول، ونشرت وكان ذلك لحظة فارقة بالنسبة له، حيث حققت نجاحًا كبيرًا.
وتجربة الدكتور الراحل نبيل فاروق تجعلنا نسير نحو تحقيق الطموح والأحلام والإيمان بقدرتنا الداخلية على تحقيق ذلك، فإذا كان بداخلك حلم مشروع تسعى لتحقيقه سيقدم خدمة حقيقة للوطن فلا تهدأ واستمر وراء تحقيقه، لأن الله سوف يسخر لك كل مكونات الكون لتحقيق ما تسعى إليه فى يوم من الأيام، ما دام هذا الحلم يحمل الخير سواء لك أو لغيرك أو لبلدك.