الدنيا كلها تتقدم للأمام والإسماعيلى الوحيد من يرجع للخلف ؟!.
64 عاما كاملة تدهور إلى الوراء وجدت جماهير الدراويش أنفسها تعيش أجوائها الملبدة بغمامة الانتكاسة الكروية، بعد الهزيمة أمام بيراميدز ليلة الأربعاء.
هزيمة جديدة هى السادسة فى الدورى نالها الإسماعيلى على يد بيراميدز، ليفشل فى تحقيق أى فوز على مدار أول تسع مباريات بالمسابقة، وهى سابقة نادرة فى تاريخ عازفى السمسمية العريق، تحدث للمرة الثانية فقط، حيث كانت الأولى موسم 1958- 57 عندما فشل فى الفوز أول 10 مباريات، وحينذاك هبط الإسماعيلى للدرجة الثانية، وهو ما لا نتمنى حدوثه هذه المرة، حبا فى الدراويش وكرتهم الجميلة التى يعشقها كل الجماهير المصرية.
ولكن لماذا وصل الحال بالإسماعيلى إلى هذا الحد؟
الحق أن مجلس الإدارة الحالى برئاسة يحيى الكومى لم يقصر، وفعل كل ما فى وسعه بداية من التعاقد مع مدرب أرجنتينى خوان بروان، موفرا الكثير من طلباته الفنية بالتعاقد مع لاعبين جدد فى يناير الماضى من اختياره لدعم الصفوف وتخفيف حدة العجز فى المراكز التى يراها المدرب منتقصة، وكذلك توفير مستحقات اللاعبين لفرض الاستقرار، إلا أن كل هذا لم يشفع لإنقاذ السفينة من الغرق.
الحق أكثر أن الإسماعيلى تحسن الفترة الأخيرة وبدأ تظهر نواة لفريق متماسك نوعا ما، إلا أن الأمر لن يتحول بين يوم وليلة، وسيحتاج من الوقت الكثير حتى يستعيد الفريق عافيته ويعود كما كان قويا وثالث الأضلاع الكروية فى مصر مع الأهلى والزمالك، خاصة أن الدراويش كان على حافة الهاوية واقترب من منزلق كاد أن يسقط فيه ولن يستطيع الخروج منه، وبالتالى سيحتاج الإسماعيلى دعم جماهيره أكثر من أى وقت مضى فهم العمود الفقرى الذى يستند عليه الفريق وبه سيشتد عوده مجددا، ولم يكن من المنتظر أو اللائق ما حدث بعد الهزيمة أمام بيراميدز من تجاوزات جماهيرية فى حق اللاعبين والجهاز الفنى الذين يتحملون تراكمات الماضى ويحاربون من أجل تجاوزها.. مؤكد من حق الجمهور أن يعبر عن غضبه لغيرته على الفريق ولكن لا يكون معاول هدم للمعبد.
ووسط هذه الأجواء ومع عقد مجلس الإسماعيلى اجتماع طارئ اليوم لتحديد الموقف، سيكون من الخطأ إقالة بروان، فإذا رحل ستزداد الأمور سوءا أكثر مما هى عليه الآن.. فأى مدرب سيأتى لن يكون معه عصا سحرية، وسيحتاج مديد الوقت حتى يدرس الفريق ويدرك طبيعة اللاعبين على المستوى الفنى والشخصى، وكذلك تاقلم اللاعبين على المدرب الجديد وطريقته سيستغرق وقتا أيضا.. كل هذا سيتنزف من طاقة الجميع ولن تكون النتيجة للأسف صواب أو صلاح.. ومن هنا بقاء المدرب الأرجنتينى هو القرار الأصح خاصة وأن الوقت مازال مبكرا فى الدورى والتعويض متاح وبقوة مع استمرارية المنظومة الفنية الحالية وتوفير الدعم المطلوب.. وإذا لم يحدث تحسن للنتائج بمرور الوقت يكون حينها لكل مقال حديث.