لمن يسأل، لماذا فرشت أوروبا السجاد الأحمر لاستقبال الرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس جمهورية مصر، خلال القمة الأفريقية/الأوروبية التي عقدت في العاصمة البلجيكية بروكسل؟ والحقيقة أن هناك العشرات من الإجابة على هذا السؤال، نلخصها في الأتى:
الرئيس عبدالفتاح السيسى، يقود دولة التصق وجودها بوجود الكون، وصدرت الحضارة والتنوير لقارات الدنيا، وذات الثقل الاستراتيجى، والتأثير الفاعل، والقوة العاشرة عالميا بين أقوى جيوش الأرض.
رئيس مصر، يقود بلاده فى حرب ضروس ضد الإرهاب نيابة عن الإنسانية جمعاء، دون مساعدة أو عون حقيقى من أحد، ودون انتظار مثل هذه المساعدة.
رئيس مصر عبدالفتاح السيسى، أعاد الأمن والاستقرار للمنطقة، بعد تسونامى، عصف بالمنطقة، وأغرقها فى فيضان الإرهاب، هدد عرين أوروبا، واقترب من قلب الولايات المتحدة الأمريكية. واستطاعت مصر أن تصحح الحسابات الخاطئة، والكارثية، للغرب وأمريكا، القائمة على دعم ومساندة، أخطر تنظيم إرهابى فى التاريخ، ومن خرج من رحمها، من تنظيمات، لا حصر لها، أشاعت الرعب لأوروبا وباقى القارات، فكان لمصر وكعادتها، السبق فى تصحيح المفاهيم، وإيضاح الصورة على حقيقتها، فما كان من صوت العقل الأوروبى إلا الاعتراف بموقف مصر، وتصحيح المفاهيم، والحسابات الخاطئة.
رئيس مصر، يقود حركة تنوير، وخطط انتقال مصر إلى جمهورية جديدة، مدنية، تُعلى من شأن المواطنة، وتحترم عقيدة كل مواطن يعيش فوق أراضيها.
رئيس مصر، يلعب دور التوازن الاستراتيجي فى منطقة مشتعلة، وتشهد أراضيها حركة دائبة فى الأعماق، منذرة بحدوث زلازل مدمرة فى أى لحظة، أو انفجار بركان بين ليلة وضحاها، وظهر ذلك جليا عندما غابت مصر عن المشهدين الإقليمى والدولى فى الفترة من 25 يناير 2011 وحتى 30 يونيه 2013 لانغماسها فى شأنها الداخلى، فشهدت المنطقة احداثا جسيمة، وانتهك الأمن القومى لعدد كبير من الدول، وتهدد وجود دول على الخريطة، بعنف. ولو مصر لم تكن منغمسة فى وضعها الداخلى، ما تعرضت دول عدة، للسقوط فى مستنقع الفوضى.
مصر أيضا، دشنت للقيم والشرف، دستورا حاكما لسياستها الخارجية، تحترم اتفاقيتها ومواثيقها ولا تتدخل فى شأن غيرها الداخلى، ولا تدعم الدول المعتدية، وتؤمن بأمن واستقرار الدول، وتحترم إرادة الشعوب، مثلما ترفض التدخل فى الشأن الداخلى المصرى.
انطلاقا من هذه السياسة، تحمل مصر على عاتقها، هموم قارتها الأفريقية، ولا تترك فرصة إلا وتدافع عن حق الدول الأفريقية فى ثرواتها ومد العون لفقرائها، والتحرك لإرساء مبادئ الحق والعدل.. والدليل مشاركة الرئيس السيسى، في المؤتمر الصحفي الذي عقدته منظمة الصحة العالمية على هامش أعمال القمة الأفريقية/ الأوروبية في العاصمة البلجيكية بروكسل، للإعلان عن الدول الأفريقية المتلقية لتكنولوجيا mRNA للقاحات.
أيضا مصر تعتبر الأمن القومى العربى جزء لا يتجزأ من الأمن القومى المصرى، وبالأفعال قبل الأقوال، ورأينا دعم ومساندة مصر لأشقائها فى الخليج، وفى شمال المغرب العربى، والإصرار بحسم، على دعم الأشقاء فى ليبيا من استكمال مؤسساتهم الشرعية، ووحدة أراضيه، والحفاظ على ثرواته، وعدم التدخل فى شأنه الداخلى.. وبالمثل فى سوريا والسودان والصومال والعراق ولبنان. كما تضع القضية الفلسطينية على رأس اهتماماتها، ودعم الشعب الفلسطينى، سياسيا ولوجستيا، والعمل الدائم على لملمة الفرقاء والجلوس على مائدة واحدة.
هذا غيض من فيض، يُظهر قيمة مصر، وأن السجاد الأحمر تُفرش لاستقبال رئيسها.. ولتأكيد المؤكد ما أعربت عنه "أورسولا فون ديرلاين"، رئيسة المفوضية الأوروبية، فى لقائها بالرئيس عبدالفتاح السيسى، على هامش مشاركته في القمة الإفريقية/الأوروبية ببروكسل، من ترحيب حار بزيارة الرئيس إلى مقر الاتحاد الأوروبي، وحرصها على التواصل المنتظم معه في ظل كون مصر شريكاً استراتيجياً مهماً للاتحاد الأوروبي، مؤكدةً رغبة الاتحاد في مواصلة دفع التعاون مع مصر على مختلف المستويات بالنظر إلى ما تمثله مصر من مركز ثقل للمنطقة.
مصر، رقم صحيح فى معادلة السياسة الدولية، شاء من شاء وأبى من أبى، وتُفرش السجاد الأحمر، وتنثر الورود لاستقبال رئيسها، دون النظر لرأى كاتب في صحيفة إيطالية، أو غيرها.