منذ أن سمعت عن انتشار مقطع فيديو على السوشيال ميديا لاعتداء أحد الأزواج على زوجته يوم زفافهما بالضرب المبرح، وتنتابني حالة من الغضب والاستياء، من ذلك التصرف السيئ الذي لا يليق مع ما تنادي به الدولة المصرية من رفع الوعي في المجتمع والحفاظ على مكانة المرأة المصرية.
لكن ما أصابني وأصاب غيري أكثر هو ما تم بعد انتشار الفيديو جراء رد فعل أصحاب الواقعة أنفسهم، فبدلًا من اعتذار الزوج على ما بدر منه من تصرف مشين يسيء لسمعة المرأة المصرية داخل دولة تحافظ على مكانة المرأة، إيمانًا بدورها داخل المجتمع كونها العامل الرئيس في تربية جيل يحمل المسئولية ليستكمل مشوار التنمية والرخاء في الوطن، إلا إن ما صرح به الزوجان أصابني وأصاب المتابعين بالذهول؛ هل نحن في برنامج كاميرا خفية؟ أم في مشهد كوميدي مبالغ فيه، أم ماذا؟ بالتأكيد المشهد برمته سخيف.
في تصريحات الزوج يحاول تبرير الموقف على أنه أمر عادي يحدث في صعيد مصر، فمن المعقول أن هذا يحدث بالفعل للمرأة المصرية في الصعيد، فعمن يتحدث هذا الزوج؟ عن السيدات التي أنجبت وربَّت علماء ومفكرين وفنانين خرجوا من هناك؛ أمثال هدى شعراوي وعباس محمود العقاد وصلاح عبد الصبور وأمل دنقل وعبد الرحمن الأبنودي ومصطفى لطفي المنفلوطي ورفاعة رافع الطهطاوي وطه حسين والشيخ الجليل مصطفى عبد الرازق وحافظ إبراهيم والدكتور مجدي يعقوب والفنانة سناء جميل والشيخ طه الفشني، وغيرهم الكثير والكثير.
بكل تأكيد أن ما تفوَّه به هذا الزوج هراء لا يمكن أن تقبله المرأة الصعيدية أو أهالينا في الصعيد، وما حدث ما هو إلا تصرُّف شاذ عن القاعدة يصدر من قلة قليلة من الأفراد التي لا تعي قدر وقيمة الأم والأخت والزوجة في المجتمع ودورها الحقيقي في تقدم الأمة.
ويجب أن يعلم هذا الزوج أنه تسبب في تشويه سمعة مصر سواء الرجال والنساء بعد أن تم نشر الفيديو الخاص به تحت عنوان "المصري الذي ضرب عروسه يوم الزفاف"، وهذا أمر جميعنا يرفضه، فليست تلك ثقافتنا، فنحن نحترم ونقدر المرأة المصرية التي أثبتت أنها قوية وشجاعة ومتميزة في جميع أعمالها، كما أن ما نلاحظه عقب انتشار الفيديو هو ردة الفعل الغاضبة من الرجال المصريين بصورة تجعلنا نتأكد أن ما حدث لا يعكس الصورة الواقعية في المجتمع المصري.