على مدار الساعات الماضية، نجح رموز وعائلات قرية الرويهب بمحافظة سوهاج، فى اتخاذ قرار اجتماعى واقتصادى عظيم، يخدم جميع الشباب المقبلين على الزواج في الفترة المقبلة، كما يخدم جميع الأسر سواء من أهل العريس أو العروس، ليطلقوا مبادرة التوفير في مصاريف الزواج الباهظة، بمحاربة عشرات الظواهر السلبية في الأفراح المصرية على مستوى القرى والنجوع، والتي تضر الجميع بسبب المغالاة في كل شيء من لوازم الزواج.
هنا نحن أمام مبادرة تسعد الجميع سواء العريس وأهل أو العروس وأهلها لأنها ستوفر عليهم عشرات الآلاف من الجنيهات التي تنفق في أمور وظواهر وعادات وتقاليد قديمة ومستحدثة ، يخرج الجميع منها محمل بأعباء مالية يسدد فيها لمدة عام أو عامين بعد الزواج.
الشىء المبهج في قرية الروهيب هو نجاح رموز العائلات ومعهم علماء الأزهر الشريف ومثقفي القرية في تفعيل بنود مختلفة، لمبادرة تستهدف تيسير الزواج بالقرية، والتي تضمنت الاتفاق عدد من البنود لتوفير الأموال للجميع من بينها 7 بنود على العريس و4 بنود على العروس، وإلغاء 7 بنود في مقدمتها إلغاء بند العشاء والنيش والسفرة وحجرة الأطفال وهدايا أخوات العريس.
ومع متابعة دقيقة لما قدمته قرية الروهيب في صعيد مصر، لتكون نموذج للتكافل الإجتماعى لمواجهة أحد أخطر الظواهر السلبية في المجتمع وهى الإسراف الشديد في الزواج ، نجد مجموعة من الإيجابيات التي صدرتها القرية وسكانها وعلى رأسهم ، فكرة الوحدة وإجماع الجميع على رأي واحد ونجاحهم في إطلاق المبادرة بجميع بنودها دون أى إعتراض على أى بند منها وتعهدهم بتفعيلها ، بالإضافة إلى تطبيق هذه المبادرة على العريس القادم من خارج البلد ويعامل معاملة أهل البلد ليضربوا مثالا يحتذى به لنقل فكرتهم للجميع.
ولكى تنجح هذه المبادرة، كان لابد من قائد يصمم على تنفيذها ويتابعها وينسق لها لترى النور وتنجح وتستمر ، وهنا يظهر دور مواطن مصري أصيل ، وهو رضوان عبدالمحسن صاحب الفكرة الذى حرص على التواصل مع عائلات القرية وشبابها ووضع تصور وميثاق شرف ملزم لجميع سكان القرى والنجوع التابعة لها لمواجهة المبالغة القصوى في الزواج والمهور ، بعدما وصل العشاء " الحطاط" والذى يدفعه العريس للعروسة 100 ألف جنيه بخلاف المهر والقائمة والعفش والكوافير والقائمة حتى وصل الأمر لتكلفة الزفاف لأكثر من 700 ألف جنيه.
هنا نقدر نقول نحن أمام تجربة زفاف على الطريقة الصعيدية يفرح بها الجميع ، خاصة وأن تلك المبادرة حال نجاحها ، سترفع عن الجميع "هم" بنود عديدة مثل العَشاء المقرر على العريس و النيش والسفرة ومحتوياتهم وتجهيز وفرش حجرة الأطفال والـ "دى جيه" فى نقل عفش العروسة وخاتم أُم العريس وهدايا أخوات العريس، حتى وصل الأمر في هذه المبادرة الجميلة لتفاصيل صغيرة لكنها مكلفة في الوقت الحالي ومنها تحمّل العريس تكاليف الكوافير مرّه واحده فقط فى الخطوبة أو الزواج والقاعة بحسب رأى العريس وحسب رغبته وعلى قدر استطاعته دون شروط من أهل العروس.
الشىء الجميل في المبادرة، أنها لن توفر فقط للعريس وأسرته بنود كثيرة ، بل أيضا راعت العروس وأسرتها من خلال تحديد المطلوب من العروس في 4 بنود ، على رأسها تتحملها العروس وهى أدوات المطبخ الرئيسية حلل وصوانى وملاعق وشوك وسكاكين طقم الشاي وطقم الشربات وطقم القهوة خلاط ومكواه بحيث لا تزيد الأطقم على طقمين فقط من كل نوع، وملابس العروس الشخصية دون مغالاة ودون تدخُّل من العريس فى ذلك، كما أن العَشاء" الحطاط باسم أهل الصعيد" المقّدم من العروس يختصر على العروسين فقط ودون أى إعتراض من العريس، وعدم المغالاة فى رد زيارة الخطوبه وإلغاء الديك الرومى ويكتفى بعدد لا يزيد عن 10 أزواج حمام ووزه واحده وكرتونة فاكهه.
أما العريس والذى يتحمل العبء الأكبر فحرصت المبادرة على دعمه بـ7 بنود، وهى تجهيز سكن الزوجية من فراش وأجهزه كهربائية غساله وثلاجه وبوتاجاز وفرن ومطبخ "حسب استطاعة العريس"، ودون تدخُّل من أهل العروس فى نوعية هذه الأصناف وتوفير أنتريه أو كنبه "حسب مقدرة العريس" والسجاد والستائر إن إستطاع العريس وإن لم يستطع فلا داعى لهم لحين ميسره والذهب الضرورى الدبلة والخاتم والحلق وما زاد على ذلك حسب استطاعة العريس وحسب الإتفاق مع أهل العروس و يتحمّل العريس نفقة تحميل عفش العروس، بحيث لا تزيد السيارات على ثلاث وما زاد عن ذلك تتحمّله العروس، والقائمه والصداق يتم الإتفاق عليه بين العريس وأهل العروس.
في النهاية ، لا شك في نجاح هذه التجربة ، ستكون نموذج يحتذى به في قرى مصر ، لترفع عن الجميع "هموم" ، الأقساط والديون ، وتفتح باب أمل لزواج الشباب ومواجهة العنوسة ، وتوفير عائد مالى يمكن استغلاله في مشروعات تدر دخلا للعروسين عقب زفافهم.