لا نحتاج لكثير من المعلومات المرهقة والمتداخلة حول العلاقة بين روسيا وأوكرانيا، ولا نريد الذهاب لكثير من التفاصيل التي قد تغيب عن المواطن البسيط، ولا يدرك ماهو حجم المشكلة الحقيقية، لكن دعونا نذكر أنفسنا في ذلك المقال ببعض الخطوط العريضة لعلنا نصل بها لمرحلة الفهم المبدئى لأبعاد القضية.
العلاقة بين روسيا وأوكرانيا حاليا هي علاقة جوار، فالدولتان متجاورتان حدوديا، وترى روسيا أن أوكرانيا تتبعها جيوسياسيا بحكم الانتماء للاتحاد السوفيتى السابق، ولذلك كان هناك دائما تداخل من الإدارة الروسية في مسارات و تحركات أوكرانيا، خاصة في ظل وجود عدد لا بأس به من الروسيين في أوكرانيا، وكان لذلك أثره في اختيارات رئيس الدولة نفسه، فهناك رؤساء يعرفون عالميا بأنهم محسوبين على النظام في روسيا أو العكس، ولذلك منذ عدة سنوات قامت روسيا بالسيطرة على منطقة القرم بعد استفتاء داخلى بالانفصال عن أوكرانيا، و ظلت أوكرانيا في ذلك الشد والجذب وعملية الرفض، في ظل تعالى الأصوات في إقليم آخر وهو دونباس ورغبته في الانفصال أيضا، وهو الأمر الذى ظل عالقا حتى الاعتراف به أحاديا من قبل بوتين منذ عدة أيام.
العلاقة بين روسيا وأوكرانيا، يحكمها جانب مهم، وهو رفض روسيا انضمام أوكرانيا لتحالف الناتو العسكرى، وهو التحالف الذى يضم ما يقرب من 30 دولة، ووفق التصريحات الرسمية، ترى روسيا أن تواجد الناتو على حدودها يمثل تهديدا كبيرا لها، وفي ظل رغبة النظام الأوكرانى بإتمام الخطوة، حدث ما نتابعه حاليا، وبالإضافة بالطبع لعملية نقل الغاز من روسيا إلى أوكرانيا، والذى ترى فيه أوكرانيا أحقيتها في العائد الاقتصادى، وترى روسيا بأن عملية الضغط الحالية ستوفر لها فرصة كبيرة في المناورة على أسعار الغاز بعد ذلك، ومع عدة تداخلات أخرى يمكننا أن نفهم الصورة العامة لما يحدث الآن عالميا، ويهدد بمواجهة حاسمة بين روسيا و أوكرانيا و الولايات المتحدة، قد تؤدى لنتائج كارثية على العالم بأسره.