أسعدنى الحظ بأن أزور المتحف المصرى بالتحرير منذ أيام بعد تطويره، ذلك المتحف الذى يعد أحد أكبر المتاحف العالمية، حيث يحتضن أكثر من 100 ألف قطعة أثرية من مختلف العصور، التى تحاكى التاريخ المصرى العريق على مدار آلاف السنين، عبر قطع أثرية فريدة من نوعها تميز فى نحتها الفنان المصرى القديم بتفاصيل بالغة الدقة.
فى هذه المرة كان هناك أمر جديد فى سيناريو العرض المتحفى لبعض مقتنيات الملك الذهبى توت عنخ آمون، الذى تم اكتشاف مقبرته فى 4 فبراير من عام 1922م بشكل كامل، قبل أن تصل إليها يد اللصوص، وهو ما زلزل العالم حول ذلك الاكتشاف الفريد من نوعه لتكون المقبرة الوحيدة التى تم اكتشافها بشكل كامل فى وادى الملوك، وأصبحت حديث الصحف العالمية منذ ذلك الوقت.
الأمر الجديد على عرض مقتنيات الملك توت عنخ آمون هو نقل قناعه الذهبى من غرفته رقم "2"، وذلك تمهيدًا لأعمال تطوير القاعة لوضع مقتنيات تانيس التى تحتوى أكثر من 2000 قطعة أثرية، ليتم وضع القناع فى الغرفة المجاورة والتى تحمل الرقم "3"، مع عدد آخر من مقتنيات الملك قبل نقله إلى المتحف المصرى الكبير، حيث من المقرر أن يتم عرض جميع القطع الخاصة بتوت عنخ آمون لأول مرة بشكل كامل على مساحة 7000 متر.
العرض المتحفى الذى تم لقناع توت عنخ آمون وبعض مقتنياته فى الغرفة الجديدة له فى المتحف المصرى بالتحرير، يعد من أفضل العروض العالمية التى حظيت برؤيتها فى متاحف اليابان، حيث تم وضع القناع داخل فاترينة زجاجية شديدة التحكم وسط نظام إضاءة رائعة، لا تسمح للزائر الالتفات لأى شىء آخر إلا للقطع التى تزيين الغرفة، وهو نظام عرض اتبعته المتاحف مؤخرًا يضاهى النظم العالمية التى تعمل على شد انتباه الزوار إلى القطع الأثرية وتمتع العين بما تراه حولها من قطع فريدة تحكى عن فترات مختلفة من العصور، فتشعر بأنك فى حضرة القدماء المصريين لما يعيشه الزائر فى جو أجدادنا، لتؤكد اهتمام الدولة بتاريخها واستكمال لمسيرة حقيقية من الإبداع.. تحيا مصر.