الإسراء والمعراج معجزة إلهية ومنحة ربانية ورسالة سلام للعالمين، فما أحوجنا إلى استثمار دروسها العظيمة في مواجهة أزماتنا ومشكلاتنا الحياتية والآنية في ظل زمن غابت فيه كثير من القيم والثوابت الأخلاقية، وبعدما طغت الحياة المادية على الحياة الروحية والفطرة السوية، فقولا واحدا، إن تم استثمار هذه الذكرى والحادثة الكريمة بطريقة سليمة وصحيحة ستكون عونا لكل إنسان يتعرض لشدة أو يصيبه كرب، فإذا صبر وتحمل الشدائد فلا شك أن الله سيكرمه بالعطاءات الإلهية والمنح الربانية، لأن من أهم دروس الإسراء والمعراج إن الصبر مفتاح الفرج مهما بلغت الشدائد وزادت المنح، وفى مقالنا هذا نقدم لمحة بسيطة تحت عنوان "ماذا تعرف عن الإسراء والمعراج"..
ببساطة شديدة، "الإسراء" رحلة أرضية ليلية هيأها الله لرسوله الكريم من مكة إلى القدس الشريف "من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى"، والمعراج رحلة من الأرض إلى السماء "من القدس إلى السموات العلا"، إلى مستوى لم يصل إليه بشر، إلى سدرة المنتهى، إلى حيث يعلم الله عز وجل.
والثابت أن هذه الحادثة الكريمة والمباركة، معجزة إلهية عظيمة، ومنحة ربانية كريمة لتثبيت قلب الرسول الكريم محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، إيمانا ويقينا بما يدعو إليه، ولمواجهة المحن والشدائد بعد وفاة زوجته السيدة خديجة رضى الله عنها، وعمه أبى طالب، ورحلته إلى الطائف التى لاقى فيها من الاستهزاء والأذى ما أدمى جسده الشريف، وبعد أن سُدت كل الطرق فى وجه الدعوة إلى الله فى مكة المكرمة، وتعرضه لكل أساليب الكفر من كيد المستهزئين وسخرية الكافرين، واتهامه بأنه مرة بأنه ساحر ومرة ثانية بأنه شاعر و وثالثة بأنه كاهن وغير ذلك من المضايقات والتهم الباطلة.
ليختاره الله جل شأنه دون جميع الخلائق ليكرمه على صبره وجهاده، ويكافئه بأن يخاطبه دون واسطة ومن غير حجاب، ويطلعه على عوالم الغيب دون الخلق أجمعين، ويريه من الآيات الكبرى دون غيره، ويجمعه بالأنبياء والرسل فى السماوات العلا، وكل هذه نعم عظيمة ومنح كريمة، وإلى لقاء فى حلقة جديدة من سلسلة "الإسراء والمعراج"..