فى كل مرة تثبت الأقاليم المصرية بمدنها وقراها الكبيرة والصغيرة أنها تشتاق إلى الفن والثقافة، وأنها تحتفى بكل ما يقدم لها من إبداع، أقول ذلك بعد الأعداد الغفيرة التى شهدها مهرجان دندرة الذى انتهى فعالياته مؤخرا، وقد نقلت الصور كثافة الإقبال وتنوع الحضور بين أطفال ورجال ونساء، فى دلالة كبيرة على محبة الفن المتأصلة فى روح المجمع المصرى.
وكل ما أتمناه أن نكثف من ذلك فى الشمال والجنوب فى القرى الصغيرة والكبيرة من بر مصر، فذلك هو الحل فعلا، الحل ضد كل موبقات التطرف والتشدد، فوجود فعالية فنية أو ثقافية، أو وجود مكتبة عامة أمر مهم سنجنى ثماره قريبا، حيث ينشأ جيل قادر على التفكير الحر لن يترك عقله لمن يخيفه أو يهدده أو حتى يرغبه، ولن يسمح للكمات المعسولة أن تذهب به إلى فوهة الجحيم.
الأمر لن يكلف شيئا، نفس ما نفعله لكن سنضيف أماكن جديدة، ونسمح لأفراد جدد أن ينبهروا ثم يعجبوا ثم يقلدوا ثم يبدعوا، وعندما يصلون لمرحلة الإبداع تكون الرسالة قد وصلت تماما.
أنا أعرف أن وزارة الثقافة قد رأت ذلك، وأعرف أيضا أنها تدرك قيمة هذه الصور وهذه المشاهد التى تتكرر كلما تحركت الوزارة بفعالياتها إلى جنوب مصر وإلى شمالها، ومتأكد أنها تضع ذلك فى خططها القصيرة والطويلة.