معارك عنيفة فى "واقع افتراضى"

تشرفت قبل يومين بالمشاركة في فعاليات الصالون الثقافي الذي نظمه حزب العدل برئاسة النائب عبد المنعم إمام، تحت عنوان "مائة عام على استقلال مصر" احتفالا بمئوية تصريح 28 فبراير عام 1922. خلال فعاليات الصالون دار حوار رائع مع مجموعة من الشباب، حول جدوى التصريح، وهل هو استقلال فعلاً .. أم استقلال منقوص؟!.. وانتهينا إلى أن مصطلح " الدولة المصرية" الحديثة، لم يظهر إلا بعد صدور هذا التصريح، وأن مصر لم تشهد دستور وحياة نيابية إلا بعده. ورد لي سؤال من إحدى الشابات، ملخصه : " من يكتب تاريخ مصر الأن .. وما هي مصادرة؟!". وللحقيقة هو سؤال شائك، والإجابة عنه تحتاج إلى ندوات ورؤى متعددة، وليس مجرد سؤال عابر في صالون ثقافي، إلا أنني، أجبتها بجملة محددة، وهي أن من يكتب التاريخ الآن – بوجه عام – هو من بسط سيطرته على الـ "نيوميديا" ووسائل التواصل على وجه التحديد. وسائل التواصل الآن حلت محل الوسائل الإعلامية التقليدية. حتى أن الإعلام التقليدي أصبح عاجزاً عن الملاحقة، وإضطر في النهاية إلى الرضوخ، والاستعانة بمواده المهمة من السوشيال ميديا. لم يعد المصدر- سواء جهة أو أفراد- يرهق نفسه بإطلاع وسائل الإعلام التقليدية بما لديه. عليه فقط أن يدون تدوينة جديدة على حسابه الشخصي على مواقع التواصل. وقتها سيقوم الإعلام التقليدي بالنقل من على السوشيال ميديا ! وللأسف العميق أن التاريخ هو الأخرأ أصبحت كتابته حكراً على السوشيال ميديا، بل أن هناك "لجان" تخصصت في كتابة "التاريخ المزيف"، وتنظيم حملات موسعة له، بهدف تسويقه على أنه الحقيقة المؤكدة، وخوض أعنف المعارك لترويج هذا الضلال. هي كيانات من "اللجان الإلكترونية" التابعة للتنظيم الدولي للإخوان، ولجان معقدة، تنتشر في عدة دول، هدفها بالدرجة الأولى بث روح الانقسام، والتحريض ضد أنظمة الحكم، وإثارة الخلاف بوجه عام حول مختلف القضايا، وهو في حد ذاته هدفاً أساسياً مطلوب تحقيقه. هذه الكيانات تتعمد ضرب " الذاكرة الوطنية" للأمم، سواء بالتحريض أو التشكيك في الواقع، وتلوينها سياسياً بما يخدم الأهداف المشبوهة للقائمين على هذه المنصات. في عام 1965 ، وعقب صدور الأحكام في قضية محاولة قلب نظام الحكم، إعتقدت الدولة المصرية أن التنظيم انتهى عند هذا الحد. لكن كوادر التنظيم اتخذت من كل الوقائع، هدفاً لترويج سمومها عبر تاريخ مزيف، صنعته لاخفاء الحقائق. وما هي إلا سنوات قليلة وتحول الخونة إلى أبطال، والمتآمرين إلى أصحاب رسالة وقادة فكر..تلك هي المهزلة الحقيقية! التنظيم الدولي للإخوان، يتحكم في عملية إدارة وتفعيل هذه المنصات، واليوم هو يعيد كتابة التاريخ على " الواقع الافتراضي"، وهناك ثأر قديم مع الدولة المصرية، بكافة مراحلها. الدولة التي حاربت الجماعة بفكرها الضال. مثلما صنعت الجماعة بطولات " زائفة" لمجموعة من الخونة، فإنها اليوم تتحكم في صناعة المحتوى، الذي يتم تناقله ومشاركته على " النيوميديا". وكثرة التكرار ستضعف الحقيقة، وتجعل من الأكاذيب حقائق مؤكدة. المواجهة كبيرة مع كيانات احترفت الكذب والتدليس، لكن ذلك يتطلب رؤية واضحة للمستقبل، وهذه الرؤية ستكون بالدرجة الأولي في الحفاظ على هوية الوطن، وكتابة تاريخيه الحقيقي المشرف، قبل أن يزيفه الخونة والمرتزقة..!



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;