الاحتفال بيوم الشهيد تأكيد على فكرة العطاء والتضحية بالروح والدم من أجل كرامة الأوطان وعرض الأمة وشرفها، لذلك تعد هذه المناسبة أغلى المناسبات، فيكفى أن بدمائهم تبنى الأوطان ويتحقق الأمن والأمان، ومصر دائما لا تنسى أبنائها الشهداء الذين جسدوا معانى الولاء والانتماء من أجل رفعة هذا الوطن الغالى، فسلام على أرواح شهدائنا فى عليين الأحياء.
وما يدعو للفخر ونحن نحتفل بيوم الشهيد، أن شهداء مصر لا يعدون ولا يحصون، فمنذ فجر التاريخ والمصريون يقدمون أرواحهم فداءً للرفعة والعزة والكرامة، لذلك فإن مصر مقبرة للغزاة وستظل لأن أبنائها دوما هم الدرع والسيف ضد قوى الشر والضلال من الإرهاب الأسود والغزاة المحتلين، فهم الجنود الذين قال عنهم نبينا الكريم "إنهم في رباط إلى يوم القيامة".
لذا، علينا أن نتباهى ونحن نحتفل بيوم الشهيد المجيد ببطولات وتضحيات رجال هم أعز الرجل، تقديرا لأرواحهم الطاهرة، وعرفانا بفضلهم العظيم، ونشارك أنفسنا وأسرهم ذكراهم العطرة بكل فخر واعتزاز، ونروى لأبنائنا وللعالم كله جيلا وراء جيل تضحياتهم التى لولاها ما علا صوت الحق، ولا ارتفعت راية الأوطان، ولا انتصر الحق على الباطل.
وما يستحق التقدير والذكر، أيضا، أن العقيدة العسكرية لقواتنا المسلحة لم تتأثر ولم تتغير، بل تزداد قوة وصلابة مهما تغيرت وتطورت أشكال الحروب، لإيمان الجندى المصرى الراسخ بالحفاظ على أرضه باعتبارها قضية مرتبطة بشرفه، لذلك فلا يعرف الجندى المصرى المستحيل ولا يهاب الموت ولا سبيل أمامه إلا أحد الخيارين لا ثالث لهما، إما الشهادة أو النصر المبين.
وختاما، إن مرتبة الشهيد من أعظم المراتب التى اختصها الله عز وجل بعض عباده، ومكانته عظيمة سامية مع النبيين والصديقين، فهم أحياء عند ربهم يرزقون، كما قال الله سبحانه وتعالى فى كتابه العزيز "وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِى سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ"..