مشهد سيظل عالقا فى الأذهان لدى مئات من التلاميذ والمعلمين والعاملين بمدرسة السلام الإعدادية بنات بحى السلام التابعة لحى ثانٍ بمدينة الإسماعيلية، الذين شاركوا في ممر شرفي لمدير مدرستهم"سليمان عيد حسن" عقب خروجه على المعاش بالإسماعيلية، لأنه يعكس قصة وفاء نادرة من هؤلاء التلاميذ والمعلمين، لقدوتهم داخل وخارج المدرسة.
في كل محافظة نجد آلاف النماذج التي يفتخر بها التلاميذ بمعلميهم في مدارس مصر، لكن هناك في مدن القناة ستبقى قصة "الأستاذ" سليمان عيد التى استمرت مسيرته بالعطاء لمدة 35 عامًا، كمعلم للرياضات ثم وكيلًا للمدرسة، لمدة عامين، ثم ناظرًا للمدرسة لمدة 3 أعوام، ثم مديرًا لها لمدة 5 سنوات .. من قصص الدراما الحقيقية لتلاميذ العصر الحديث الذين حرصوا على تقديم لقطة عبقرية وفاءا منهم لقائد ومعلم في مدرستهم، لمسوا منه الوفاء وحصدوا منه العلم ولاقوا منه كل الحب والتقدير لهم، وليس المعلم المنفر الرافض لدعمهم، الحريص على تعنيفهم.
وستبقى آخر ساعات فى حياة المعلم المستنير سليمان عيد حسن، داخل مدرسته في آخر يوم عمل له، من أسعد لحظات حياته عندما شاهد وعايش احتفاء الجميع به فى طوابير طويلة اصطف فيها التلاميذ من مختلف المراحل والمعلمين والإداريين والعمال، منهم من يوزع الحلوة ومنهم من يلتقط الصور والفيديوهات وآخرين يغنوا له.. الجميع يعبر عن سعادتهم وفخرهم واعتزازهم بكون قائدهم ومعلمهم قضى معهم سنوات من الحب والاحترام والتقدير المتبادل بينهم.
كل ما سبق كان سببا فى أن يكون هذا المشهد هو التكريم الأكبر الذى قد يحصل عليه طوال حياته معلما في مدرسته أو طبيبا في مستشفاه أو موظفا حكوميا في عمله، خاصة عندما يكون مفاجئا له، بعدما تجمع التلاميذ وعملوا ممرًا شرفيًا له تكريمًا له على سنوات الجهد والعطاء وهو ما أثلج صدره وجعله يشعر بأن سنوات جهده طرحت ثمر طيبا تمثل فى تقديره وتكريما في آخر لحظات حياته العملية.
هذا التكريم لم يكن من فراغ بل جاء عقب مجموعة من الإجراءات والقرارات التى قام بها لتحدث هذه النتيجة في المشهد الختامي، بالطبع كان يتبع أسلوب القدوة في إدارة المدرسة من خلال القيام ببعض الأعمال كجمع القمامة بنفسه حتى يشعر التلاميذ بأن المدرسة هي بيتا لهم جميعا وعليهم الحفاظ عليها وبهذا كان يغرس بداخل التلاميذ روح الحفاظ على المدرسة وحب التعلم ، ومعاملته جميع التلاميذ كأبنائه لتوفير روح المودة والحب فيما بينهم وجعل الجميع كأنهم أسرة واحدة
هنا رسالة لجميع المعلمين ومديرى المدارس على مستوى الجمهورية، لمشاهدة مشهد تكريم "الأستاذ" سليمان عيد، وكيف أثلج التكريم صدره بعد أن شاهد المدرسة كلها بطالباتها ومدرسيها يقفون ويصفقون له في ممر شرفي ضم جميع الطالبات، وبالطبع هذا المشهد لن يفارق ذهنه طوال حياته، لأن كل هذا الحب لا يقدر بمال، لكى يسيروا على دربه في مدارسهم.
في مصر آلاف سليمان عيد في حياة كل واحد فينا ، فأنا وأنت خالد في ذاكرتنا ، هؤلاء المعلمين الأفاضل الذين قدموا لنا ، كل الحب والعلم والمعرفة ، فتحية تقدير واحترام لكل معلم ومعلمة في مصر ، لدورهم البطولى في حياتنا وحياة أبناءنا التلاميذ.