شنط رمضان ومؤسسات العمل الخيرى

مع قرب حلول شهر رمضان الكريم، أعاده الله علينا وعلى الجميع بالخير واليمن والبركات، فنحن نتحدث جميعا حول المصطلح الأشهر خلال الفترة الحالية وهو "شنط رمضان"، التي تقوم بها الأسر المصرية كل حسب مقدرته، بحيث يكون هناك دور مجتمعى وتشاركى بين القادرين وغير القادرين، ووسيلة للمشاركة الفاعلة في شهر رمضان عبر الصدقة والزكاة والتبرع، وهو ما يعتبر عملا اجتماعيا في غاية القدم يقوم به كثير من المصريين كل حسب طاقته ومقدرته. تعتبر "شنطة رمضان" بما تحتويه وسيلة لمساعدة الأسر الأكثر فقرا، وكذلك وسيلة مباشرة لتعليم أطفالنا معنى المشاركة في العمل الخيرى، وذلك بإشراكهم في عملية التجميع والتقسيم والتعبئة التي نقوم بها في المنازل، وكذلك في عملية التوزيع، وحتى تظل التجربة مستمرة مع أبنائنا في حال غياب الوالدين، وكذلك لكي يتم نقل التجربة والحديث عنها في أكبر عدد من الأسر وتحفيزهم على المشاركة.

أتذكر حين كنت أقوم بالسؤال حول أسعار السلع، فقال لي صديقى العزيز جورج طلعت، بأن أشترى له بعض شنط رمضان حتى يقوم بتوزيعها، وهى عادة لديه يقوم بها منذ عدة سنوات، مع ما يقوم به من أعمال خيرية أخرى على مدار العام، كما أتذكر صديقى إسلام الشرنوبى وهو يعلن على صفحته عن حاجته لمن يقوم بالمساعدة في عملية جمع وتعبئة شنط رمضان، بعد أن اتفق هو وبعض أصدقائه على المشاركة، فجاءت عشرات التعليقات المؤيدة وكذلك من يريد المشاركة بالمجهود والوقت والمال أيضا، وكلها نماذج تدل على حجم الحرص على المشاركة الفاعلة في عملية شنط رمضان مع غلاء الأسعار الذى يأتي في ظل الأزمة الأخيرة لروسيا وأوكرانيا.

مع عملية شنط رمضان، يجب التذكير بأن هناك وسائل أكثر استدامة وأكثر دقة في عمليات التبرع والصدقة والزكاة، وتلك الوسائل هي المؤسسات والجمعيات الخيرية، والتي لديها بالفعل كشوف مدققة وبيانات تعتمد على بحوث اجتماعية وحكومية حول المستحقين للمساعدات، فإذا كنا نريد المشاركة بأيدينا في عمليات الخير فذلك بالطبع مجهود محبب وقد يتواجد في بعض الجمعيات والمؤسسات الخيرية، كما أنه يمكننا التبرع بالأموال في جمعيات بعينها ومؤسسات نثق فيها وحتى يصل التبرع لمستحقيه، وبذلك نكون قد شاركنا و نكون مطمئنين لما نتبرع به حتى لو كان جنيها واحدا، ولذلك فإنني أقترح أثناء قيامنا بعمليات توزيع شنط رمضان، البحث عن المشاركة مع جمعيات في عمليات التعبئة والتوزيع، بالإضافة للتبرع إلى تلك الجمعيات حتى يصل لأكبر عدد ممكن خلال تلك الأيام، بالإضافة لاقتراح صغير، وهو وضع ورقة بالجمعيات الخيرية وأرقامها مع الشنط التي نقوم بتوزيعها حتى يعرفها غير المقتدر ونذكر بها المقتدرين أيضا، وبذلك نساعد في عملية الانتشار وعملية التبرع على مدار العام بدلا من أن نتزاحم جميعا في شهر رمضان فقط، وكل عام وحضراتكم بخير.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;