ساقتنى الأقدار لحضور اجتماع مهم لوزيرة التضامن الاجتماعي الدكتورة نيفين قباج، حين جاءت لمجلس النواب الأسبوع الماضى لمناقشة طلب إحاطة بشأن "إمكانية إدراج العاملين ممن خرجوا على المعاش قبل سن الستين، في منظومة التأمين الصحي لحين النظر في قانون التأمينات الاجتماعية والمعاشات رقم 148 لسنة 2019"، وكان حضوري من حُسن حظي، فقد سمعت تصريحات تُسعد العمال وتُسر أسرهم وأهاليهم وتجعلهم يتمتعون بكل مزايا الموظفين في المؤسسات الحكومية وغير الحكومية.
ولأن "أبويا" عليه رحمة الله كان "بناء" فدائما يأخذني الحنين للاستماع والاطلاع على كل مشروع قانون يخص "الصنايعية" وكل قرار يخدم العمالة غير المنتظمة ويدعمهم لمواجهة الحياة وقسوة ارتباك العمل في بعض الأوقات، فكلنا يعلم أن أصحاب المهن الحرة يقولون "يوم فيه و10 لا".
والصنايعي أو الحرفي المهني سواء كان بناء أو سباكا أو نجار ا أو نقاشا أو منجدا أو سائقا أو غيرهم أيا كانت المسميات دائما يعمل ولكنه يصطدم عندما تقول له ماذا ستفعل "بكره"؟، وتكون إجابته بتلقائية وبساطة "كله على الله".
ومشكلات الصنايعية متشابهة بل متطابقة، فلم يعرف الصنايعي تأمينًا اجتماعيًا، أو يتقاضى أجرا ثابتا وليس له تأمين صحي أو معاش ولذلك تجد أن الصنايعي يوشوش صديقه بكلمات "شيل القرش الأبيض ينفعك في اليوم الأسود" أي ادخر الأموال في وقت العمل لتستطيع مواجهة الحياة وقت الشدة والصعاب.
لكن ما سمعته من وزير التضامن نيفين القباج، يؤكد أن الدولة المصرية تجعل قضية العمالة غير المنتظمة على رأس أولوياتها، وتمنح مساحة كبيرة من الوقت لإصدار قرارات تخدم البناء و"الأنفار" والكهرباء والنقاش والمنجد والسباك والميكانيكي وغيرهم من أصحاب الحرف والمهن والصناعات، مؤكدة أنه في المستقبل لن يكون هناك مواطن بدون تأمين بل الجميع سيكون تحت مظلة التأمين الصحي الشامل.
ليس فقط ما قالته الوزيرة لتعبر عن كيف تفكر القيادة السياسية في أهالينا من الصنايعية، بشأن التأمين الصحي بل أشارت إلى أنه يمكن لأي وأحد من أصحاب المهن غير المنتظمة أن يقدم في التأمينات ليحصل على معاش عندما يبلغ من العمر أرذله، وقالت كلاما وتصريحات كلها تصب في مصلحة الصنايعية.
ومن هذا المكان وفى هذه المساحة أدعو كل وسائل الإعلام مقروءة ومرئية ومسموعة أن تعرف أهالينا الصنايعية بالمزايا التي تقدمها لهم الدولة لتؤمن لهم مستقبلهم مقابل أموال بسيطة يدفعها الصنايعية من وقت لآخر تعود عليه بالنفع كل وقت وعندما يكبر في السن أو لا قدر الله أصابه مرض، كما أدعو الصنايعية أن يبحثوا عما توفر لهم الدولة من تأمين صحي ومعاش وغيرها من المزايا.
وأخيرا.. أختم دعواتي برائعة الشيخ إمام وسيد مكاوى "إحنا الصنايعية إحنا الأمل والغد، فى إيدينا جدية تظهر فى وقت الجد، نشعل فى يوم المعركة ثورة، ونغنى فى يوم السلام موال".