كنوز في كل مدرسة من مدارس مصر ، خاصة تلك المدارس الواقعة في الريف ، تحتاج من يكتشفها ويسلط عليها الضوء، لتظهر وتتألق في المجتمع ، فمنهم من يبدع في الطرب والفن وآخر يتفوق في العلم وثالث يحصد عشرات الجوائز في الرياضة وحفظ وترتيل وتجويد القرآن ، وآخرين في الإنشاد والإبتهال.
يوستينا سعد شفيق ابنة قرية أبو سليم مركز بنى سويف أحد محافظات صعيد مصر ، جوهرة ذهبية تعلمت الغناء والإلقاء فى مدرستها الإعدادية "الشهيد عبدالعليم على موسى" تحت قيادة مدير مدرستها صبحى فؤاد ابن قرية أبو سليم ، والذى آمن بموهبتها وقدرتها على الغناء والإنشاد على طريقتها الخاصة وعلى درب كبار المطربين والمنشدين في مصر والشرق الأوسط ، بل وأصر على الوقوف معها منذ الصغر حتى الآن ليخرج ما لديها من كنوز ليخبرنا بمولد عملاق جديد في صعيد مصر في الإنشاد والغناء.
المتابع لموهبة "يوستينا" يجدها تمتلك حنجرة ذهبية تشدو بها ، لأحد أكبر المنشدين والمبتهلين في تاريخ الإنشاد الديني وهو الشيخ" سيد محمد النقشبندي" قارئ القرآن والمنشد الديني العملاق وصاحب المدرسة المتميزة في الابتهالات، لكونه يتمتع بصوت يراه الموسيقيون أحد أقوى وأوسع الأصوات مساحة في تاريخ التسجيلات.
"يوستينا"، هي حالة تعكس عبقرية مدارس الريف المصرى ،فهى أيضا تبدع في تقليدها لأم كلثوم كوكب الشرق، في أداء أغانيها ، حتى نجحت في حصد الجوائز ومنها فوزها بالمركز الأول فى مسابقة الإلقاء " أنا موهوب" على مستوى مديرية التربية والتعليم ببنى سويف.
آلاف النماذج الناجح مثل "يوستينا" في كل مدرسة وفى كل إدارة تعليمية ، لكن قليل جدا من كان على درب صبحى فؤاد مدير مدرسة الشهيد عبدالعليم على موسى الاعدادية المشتركة بقرية ابوسليم التابعة لمركز بنى سويف الذى اكتشف موهبة الطالبة يوستينا وهى فى المرحلة الابتدائية ،لأنه نجح في تنمية مهارتها وطور من آداءها وتبنى الموهبة الخاصة بها واثقلها من خلال تدريبها فى المرحلة الإعدادية بالمشاركة بالمسابقات الفنية على مستوى إدارة بنى سويف التعليمية وعلى مستوى المحافظة.
نجاح "يوستينا" ليس فقط في الغناء لكن قدرتها على عكس روح المحبة في المجتمع المصري ، فنجدها كمصرية قبطية تنشد لمصري مسلم "الشيخ النقشبندي" ، وحفظ التواشيح الخاصة به وتبدع في اداءها حتى حصلت على تكريم من المنظمة الإسلامية الأزهرية بل وحصلت على المركز الأول ، كل ذلك لم يأتي من فراغ ، جاء لأنها رأت قدوتها ومعلمها صبحى فؤاد مدير مدرستها ومعلمها الفن والطرب والإنشاد يقوم بنفسه كمصرى قبطى ببناء مسجد داخل المدرسة لحبه لأصدقاءه من المسلمين ، فكل هذه المشاهد لن تراها إلا فى مصر.
هنا رسالة إلى كل معلم ومدير مدرسة ومدير إدارة ووكيل وزارة بل ومحافظ ومنتج ورجل أعمال ، فتشوا عن المواهب والكنوز المصرية في المدارس ، دعموهم وثقوا فيهم ، ليظهر مثل "يوستينا" ،ويحصلوا على الفرصة ليستمتع بهم المجتمع ، وليظهر أجيال جديدة تواجه ثقافة المهرجانات المسيئة لمجتمعنا ، بفن راق وإنشاد وابتهالات على درب مولانا النقشبندى.