نفتقد كثيرا إلى من ينتصر لروح العائلة بعد أن شغلتنا الحياة المادية عن الاستمتاع بروعة اللمة، وصرفتنا وسائل الحداثة عن قضاء أوقات دافئة نتقاسم فيها اللقمة ومتعة الحديث الأسرى في ظل مخاطر الحداثة التى تداهم بيوتنا لابتعادنا عن الإحساس بوجود الكبير والالتفاف حوله، فالكل منهمك في ظروفه الخاصة ومشاغله الآنية، حتى إذا قُدر لنا الجلوس سويا فهناك من ينشغل بهاتفه، ومن يأكل لوحده، ومن يجلس بمفرده، حتى أصبحنا نعيش غرباء تحت سقف واحد، وأصبحت المشكلات تنهش في الأسرة من كل جانب.
لكن ما يدعو للتفاؤل رغم أننا في زمن، الخير فيه أصبح قليلا، والصلاحُ نادرا، والوفاء نفتقد إليه، أن القلة والندرة لا تعني أبداً الفقد الكامل، وهو ما يؤكده نموذج لرب عائلة يُدعى ناصر الخير شاركته أمسية أسرية جمع فيها الكبير والصغير فى جلسة إيمانية واجتماعية وترفيهية تعكس جوا من الحب والمودة، حيث وجدت حرصا شديدا للمة والتمسك بروح العائلة والإصرار على تقاليد وعادات تحمل عبق التاريخ وتعطى درسا فى القدوة وتعزيز القيمة.
نعم "ناصر الخير" نموذج رائع فهو دائما ما يدعو لأن تكون الضحكة من القلب، والبركة فى اللمة، والخير على قدوم الواردين، والجيرة ونس، والخواطر مجبورة، وشعاره الدائم اللقمة الهنية تكفى مِية، والأرزاق على الله، والرزق القليل بيكفى ويفيض، لنتعلم أن مهما كانت الحياة قاسية، ومهما زادت المخاطر، وطغت الحياة المادية، هناك ما يدعوا للتفاؤل والمحبة، وأن ما زال هناك شعاع من نور سيبقى موجودا بيننا لنهتدى به حتى لو كنا نعيش في زمن لا حسيب ولا رقيب!، ويذكرنا هذا النموذج والذى نتمنى أن نراه كثيرا في حياتنا بقول نبينا الكريم "الخير فيَّ وفي أمتي إلى يوم الدين".
وأخيرا، نتمنى أن نرى هذا نموذج "ناصر الخير" كثيرا في حياتنا، فيكفى أنه يدعو لإعلاء القيمة وتعزيز القدوة فى حياتنا، وما أعظم هذا لما له من أثر عظيم في تنظيم الصفوف وتسخير الطاقات والاستفادة من الكفاءات والتوجيه نحو الصلاح والفلاح، فهنيئا لـ"ناصر الخير"..