مازالت رحلة كريستيانو رونالدو مع التحدى تبهر العالم، فلم يكن أحد يتوقع أن يستعيد النجم البرتغالى بريقه ويواصل رحلته الأسطورية بعد رحيله عن ريال مدريد، بعدما وصل لأعلى درجات المجد الكروى، وسرعان ما أطلق البعض عليه لقب المنتهى إرضاءً لغرور الذات أمام جماهير الخصم بعد فقدان أهم نجوم الفريق، إلا أن "الدون" كان على موعدٍ مع تحدى الذات فى كل مباراة ليثبت أنه أحد أفضل من لمس كرة القدم فى التاريخ، سواء بتألقه فى ملاعب إيطاليا أو حتى بعد العودة لقلعة شياطين مانشستر ، ليصبح رونالدو أفضل لاعب فى تاريخ كرة القدم بأهدافه الثلاثة التي أحرزها فى مرمى توتنهام ليصل لـ807 أهداف متجاوزاً جوزيف بيكان الذى كان يحمل الرقم القياسى بـ805 أهداف.
وعلى عكس ميسي الذى صرح فى أكثر من مناسبة بأن "الجسد لا يرحم"، قبل أن تتحقق نبوءة "البرغوث" الذى تبددت آماله فى التتويج بدورى أبطال أوروبا من جديد ليستفيق على "كابوس" بخروج باريس سان جيرمان من دورى الأبطال بعد خسارة كارثية أمام ريال مدريد فى "ريمونتادا" مذهلة، وتضيع آمال النجم الأرجنتينى فى تحقيق حلم طال انتظاره. أما كريستيانو رونالدو فربما يختلف الأمر كثيراً، حيث يرفض "الدون" الاعتراف بتأثير العمر - 37 عاماً - على مسيرته، وتراه يؤكد فى أكثر من مناسبة أنه سيظل فى الملاعب لـ 4 أو 5 سنوات، ليس هذا فحسب وإنما يحرص دائماً على الإشادة بإمكانياته وقدراته الفنية والبدنية ولا يتردد فى اعتبار نفسه أفضل لاعب فى العالم، حتى فى وجود العديد من المواهب على الساحة الرياضية، أمثال محمد صلاح وهالاند وميسى ومبابى، حتى وإن كان هؤلاء النجوم قد بدأوا بالفعل سحب البساط من تحت أقدام أسطورة البرتغال.
مازال رونالدو يقدم للعالم دروساً فى التحدى ونموذجاً للاعب كرة القدم، ليس فقط بأهدافه وأرقامه القياسية وإحصائياته المذهلة، ولكن بتحديه لنفسه فى كل تجربة يخوضها وكل نادٍ يلعب بقميصه، وهو ما يظهر على أدائه فنياً وبدنياً، سواء من حيث اعتنائه بجسده جيداً من ناحية نظامه الغذائى الصارم أو التدريبات الخاصة ليظهر فى هذه الفورمة الكروية، وهو يجعله نموذجاً يستحق الدراسة، خاصة فى الكرة المصرية، عندما نسارع لتبرير أى تراجع فى مستوى اللاعب للإرهاق أو حتى ضغط المباريات.
فلم يكن هذا هاتريك رونالدو "مانشستر" فى شباك توتنهام غريباً على الدون، الذى طالما صال وجال فى ملاعب أوروبا، إلا أن الأكثر غرابة هو إحرازه فى هذه السن وتلك الظروف الصعبة التى يعيشها العملاق الإنجليزى مؤخراً، فضلاً عن أن أداءه لم يكن أقل روعة من أهدافه الثلاثة، ليتربع بعدها النجم البرتغالى على عرش الأكثر تسجيلاً للأهداف فى التاريخ، متفوقاً على جميع أساطير كرة القدم، بعدما أصبح الهداف التاريخى للمنتخبات فى سبتمبر الماضي، بـ 110 أهداف، متخطياً الإيرانى على دائى.
فى النهاية.. لا توجد كلمة تلخص مسيرة "رونالدو" أكثر من "أسطورة"، فهو الهداف التاريخى لكرة القدم بـ807 أهداف متجاوزًا رقم "جوزيف بيكان"، وسجل على مدار مسيرته 5 أهداف مع سبورتنج لشبونة، و135 هدفاً مع مانشستريونايتد، و450 مع ريال مدريد، و101 مع يوفنتوس، و115 مع المنتخب البرتغالي، كما أصبح رابع أفضل هداف ليونايتد فى البريميرليج، متعادلاً بـ95 هدفا مع رود فان نيستلروى بعد بول سكولز، (107)، وريان جيجز (109)، وواين رونى.
بعد كل هذه الأرقام والإحصائيات.. هل ما زلتم حقاً تعتقدون أن رونالدو منتهى؟!