أوكرانيا وروسيا.. هذا ما كشفت عنه الحرب

بداية.. لا يمكن لعاقل أن يصفق لحرب لأنها ببساطة تجر ويلات على الشعوب، ودائما لا تجنى إلا الخراب والدمار، لكن ما يحدث من ازدواجية تجعل فى النفس شيئا تجاه ما يحدث من ضرب المبادئ والمواثيق التى صدعونا بها ليل نهار، وبعد أن علم الجميع سواء إن كان مؤيدا أو معارضا أن هذه المعايير ما هى إلا مجرد فقاعات هواء كانت وما زالت توظف لخدمة التربيطات والحسابات والمصالح وأنه لا قيمة ولا وزن للشعوب أمام رفاهية أوطانهم. فهل يختلف أحد معنا، أن "احترام الديمقراطية، حقوق الإنسان، الحريات، العدالة، المساواة، التعددية، التنمية"، كلمات أصبحت محفورة فى أذهان البشرية خلال العقود الماضية باعتبارها مبادئ راسخة ومواثيق دولية لا ينبعى الحياد عنها تحت أى ظرف، بل أصبحت محددات فاصلة لتقرير مصير الشعوب حتى لو تطلب تعزيز هذه المعايير القيام بغزو أو احتلال دون سؤال الشعب عن موقفه بشأن مصيره، وهذا ما رأيناه في أفغانستان والعراق وسوريا وليبيا ودول أفريقيا، ليتشكل الرأى العام العالمى حول هذه المفاهيم بأنها هى القوانين العالمية الحاكمة والجامعة التي لا مناص منها للتحقيق الرفاهية للشعوب. وهل لدى أحد شك أن حرب أوكرانيا كشفت وقامت بتعرية كثير من هذه المفاهيم والمعايير الدولية وأكدت ازدواجية التطبيق على الأرض، بل أكدت قطعا وثبوتا كثيرا من الزيف والتضليل، وأن الشعوب في ظل هذه النظام العالمى القائم على هذه المعايير لا قيمة ولا وزن لها. فمؤكد أن الحرب الأوكرانية كشفت الكثير، منها، أن الغرب قادر على حماية الديمقراطية والنضال من أجلها ليجعلها حقا لكل أهل الكوكب معتقدا أنه الأصل والباقى فروع، فهناك من الشعوب تستحق الديمقراطية والاستبسال في الدفاع عنها مثلما نرى في أوكرانيا، وشعوب أخرى تترك لحروبها ومشكلاتها مكتفين بتغليف المساعى بحجة الدعوة إلى الديمقراطية كما شهدنا في غزو العراق 2003، وفي غزو حلف الناتو لليبيا، وإنشاء تحالفات للحرب على الإرهاب تتشكل هنا وهناك كعصا فقط لحماية مصالحهم بعيدا عن مصلحة الشعوب. ومؤكد أيضا أن الحرب الأوكرانية كشفت أن العالم لم يتخل عن النظرية العنصرية والتفرقة بين البشر بناء على لونهم أو عرقهم أو أصلهم، وهذا ما رآه العالم أجمع بأم عينه أثناء عمليات فرز اللاجئين على الحدود بين أبيض وأى لون آخر، الأمر الذى يجعل من "حقوق الإنسان" التي صدعونا بها مجرّد نكتة سخيفة رصدتها سقطات الإعلام وتصريحات السياسيين التي كشفت حجم العنصرية والعداء، وتحديدا للعرب والمسلمين، والنظرة النمطية على أنهم إرهابيون، وليسوا متعلمين، أو متحضرين. وختاما.. إن الحرب الأوكرانية كشفت مما لا يدع مجالا للشك أن ما صدعونا به عن الديمقراطية، والعدالة، وحقوق الإنسان، وهذه المصطلحات الأممية مجرد فقاعات في الهواء، فاللاجئون الأوكرانيون مرحب بهم فى حين أن اللاجئين السوريين لا يستحقون فرصة للحياة، وأن من حق سكان أوكرانيا إعداد المولوتوف والتسلح لمقاومة الغزو الروسى، أما ما يفعله الفلسطينيون من حمل الحجارة لمواجهة الاحتلال الإسرائيلى إرهاب وعمل خسيس.. إنها الازدواجية يا سادة في أفظع صورها..



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;