إذ امتلكت المعلومة تستطيع أن تحدد أي شيء، وتعرف من الجاني والمجني عليه، من الظالم والمظلوم، كما تستطيع أن تحدد من يرفع الأسعار دون مبررات سوى تحقيق مكاسب باهظة على حساب جيوب المواطنين.
والمعلومات كل المعلومات الخاصة بالأسعار وغير الأسعار لدى أجهزة الدولة، والدولة عالمة ببواطن الأمور، وتعي جيدا هل الأسواق الداخلية تأثرا بما يحدث في العالم الخارجي أم لا؟ وهي أيضا تعلم كيف يتصرف التجار عديمو الضمير لاستثمار الأزمات لتحقيق أرباحا زائلة وتضر بالوطن والمواطن.
ويبدو أن هناك من حاول استغلال الأزمة العالمية والحرب القائمة بين روسيا وأوكرانيا ليتلاعب في الأسعار، إلا أن هذا التلاعب تم مواجهته بكل حسم وحزم، وبعد توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى أمس وانتصاره للمواطنين، بدراسة تكلفة إنتاج رغيف الخبز الحر غير المدعم كذلك تسعيره، على أن تقوم وزارة التموين بتوفير الدقيق اللازم للمخابز لضبط السعر، مع قيام مباحث ومفتشي التموين بالتأكد من التنفيذ، وتوجيهاته أيضا بتنسيق كافة الجهات المعنية، خاصةً القوات المسلحة ووزارة التموين وصندوق "تحيا مصر"، لتوفير السلع الغذائية منخفضة الأسعار، وكذلك توزيع كراتين رمضان للمواد التموينية من أجل دعم الفئات الأكثر احتياجاً بمناسبة قرب حلول شهر رمضان المعظم.
توجيهات السيسي أمس نتج عنه تحرك الحكومة اليوم، ورأينا بأعيننا تحرك أجهزة الدولة واجتماعات لمجلس الوزراء وأخري للمحافظين وكل هذا من أجل مواجهة جشع التجار وآليات ضبط الأسعار، وكل هذا ساهم في خفض الأسعار وتشير الأرقام إلى تراجع الأسعار بأسواق الجملة لينعكس هذا الانخفاض على الأسواق كلها.
تحركات أجهزة الدولة ستحاصر من يحاول الجشع، وليت هذه التحركات تدفعنا جميعا أن نتكاتف خلفها بالوعي، وعدم التكالب على السلع بكميات كبيرة حتي لا تحدث أزمات وتتزايد الأسعار غصبا عن الجميع، فجميع بيانات الحكومة تحتوي على رسائل طمأنة من حيث وجود مخزون استراتيجي يكفي البلاد لشهور تقترب من السنة، وأخيرا: نحن حقا أمام توجيهات رئاسية وتحركات حكومية تليق بالجمهورية الجديدة.