أصعب أنواع الكتابة، هي "الكتابة عن الأم"، فلا تنجدك المصطلحات، ولا تكفي قواميس اللغة للتعبير عن الامتنان والتقدير والشكر للأمهات العظيمات، فلا شيء في الوجود يوفي الأم حقها.
تبقى "الأم" هي الوحيدة، التي لها مكان "محجوز" في القلب، لا أحد يستطيع مشاركتها فيه، تسيطر عليه، يدخل ويخرج من القلب أشخاص وأشخاص، وتبقى الأم بمفردها متربعة فيه على طول الوقت.
"الأم" العظيمة، التي ربت وتحملت وسهرت، ومازالت تتحمل، تتابع وتهتم بشغف بالأبناء، مهما كبروا، حتى وإن صار لهم أحفادًا، إلا أن قلب الأم، لا يتوقف عن الحب والعطاء.
"الأم" هي الوحيدة، القادرة على أن تمنحك جرعات من الدفء والحنان، هي الوحيدة القادرة على تحويل الألم لأمل، والمحنة لمنحة، وتبديل الحزن لفرح وسعادة، هي الصوت الذي يطمئن القلوب، والدعاء الذي يمنح حياتنا بركة وخير.
مهما قدمنا لأمهاتنا فلا نوفيها حقها، حتى لو منحناها جزء من جسدنا، ويبقى الشعور بالتقصير نحوها، ننشغل بالسؤال عنها، مع قسوة الحياة وزحامها، فتبادر هي كعادتها بالسؤال، لا يعرف قلبها القسوة وإنما المحبة والرحمة والشفقة حاضرين دومًا.
تتزين صفحات الفيس بوك بصور الأمهات العظيمات، وتصدح أجهزة التلفاز بالأغاني لـ"ست الحبايب"، فنشعر بدفء غريب يزاحم برودة أجواء الشتاء، نعم، هي الأم الوحيدة، بسيرتها وصوتها قادرة على منح الدفء في أي وقت وحين.
تحية لأمهاتنا العظيمات المكافحات، تحية لكل أم تصدر لنا السعادة والمحبة وتمنح حياتنا دفء وحنان، تحية للأمهات "وتد البيوت"، القادرات على لم الشمل، وجمع القريب والبعيد، ورسم البسمة على الوجوه، تحية لكل "سيدة عظيمة" تعمل وتكافح من أجل أبنائها وأسرتها، تحية لـ"ست الحبايب" في عيدها.